استخدمت الشرطة الخميس قنابل الغاز المسيل للدموع وأطلقت الرصاص في الهواء لتفريق عشرات من عمال البناء الذين حاولوا اقتحام مقر ولاية سيدي بوزيد (وسط غرب) التي انطلقت من أمامها شرارة الثورة التونسية نهاية 2010 وذلك احتجاجاً على تأخر الحكومة في صرف رواتبهم. كما طال غضب المحتجين مقر حزب النهضة الإسلامي الذي يرأس الائتلاف الثلاثي الحاكم، بحسب ما أفاد مراسل وكالة «فرانس برس». فقد أضرم المحتجون النار في إطار مطاطي وألقوا به داخل مقر الولاية واقتلعوا الباب الرئيسي لمبنى المقر وقطعوا الطريق المؤدية إليه بالحجارة. كما اقتحموا مكتب حركة النهضة وأتلفوا بعض محتوياته. واقتلع محتجون لافتة كبيرة كتب عليها اسم الحزب كانت معلقة في واجهة مقره بالمدينة وألقوا بها أرضاً ليدوس عليها الأطفال. كما رددوا هتافات معادية للوالي ولحركة النهضة التي اتهموها ب «النفاق» و«الكذب» والمماطلة في تسديد رواتبهم. وقال نجيب الغربي الناطق الرسمي باسم النهضة ل «فرانس برس» إن «جزءاً من المتظاهرين هاجموا وبإيعاز من بعض الأطراف الحزبية (التي رفض تسميتها) المكتب وأتلفوا بعض معداته ولولا تدخل أعوان الأمن لأحرقوه». وقال أحد المحتجين ل «فرانس برس»: «نتقاضى راتباً شهرياً بقيمة مئتي دينار (حوالى 100 يورو)، ومنذ شهرين لم يصرفوا لنا الرواتب ونحن في شهر رمضان، من أين سنعيش؟». وكانت الثورة التونسية انطلقت من مدينة سيدي بوزيد في 17 كانون الأول (ديسمبر) 2010 عندما اقدم البائع المتجول الشاب محمد البوعزيزي على إحراق نفسه أمام مقر الولاية، بعد أن رفض الوالي قبوله لتقديم تظلم. وكان البوعزيزي يريد تقديم شكوى ضد أجهزة الشرطة البلدية التي صادرت عربة الخضر والغلال التي يعيش منها، بحجة أنه لا يملك «ترخيصاً» بلدياً للعمل كبائع متجول. وتوفي البوعزيزي في الرابع من كانون الثاني (يناير) 2011، وقد أججت وفاته الثورة التونسية التي أطاحت الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي بعد وفاة البوعزيزي بعشرة أيام وأطلقت ما اصبح يعرف بالربيع العربي. وحذّر الرئيس التونسي المنصف المرزوقي الأربعاء في خطاب بمناسبة إحياء الذكرى 55 لإعلان النظام الجمهوري في تونس، من أن «الشعب (..) قد يضطر إلى الثورة من جديد (..) إن لم نحقق له ما يريده فعلاً (خصوصاً) التنمية للقضاء على الخصاصة والفقر والتهميش».