تمكن طالب سعودي في المرحلة الثانوية، من ابتكار طريقة لإعادة تدوير الورق بشكل فوري، مستوحيًا فكرته من قصة عمليات إعادة تدوير النفايات التي بدأت في السبعينيات الميلادية من القرن الماضي لأهداف بيئية في المقام الأول، تضمنها عمليات إعادة تدوير الورق بطريقة بدائية للتخلص من نفاياتها بطريقة أمنة، صحبها مشاكل عدة في عملية الفرز، والنقل، واستهلاك المياه بكميات كبيرة. هذه القصة قادت المبتكر عبدالله بن أحمد الطرباق الطالب في ثانوية مجمع الأمير سلطان بمدينة بريدة، إلى البحث عن طريقة بديلة ومبتكرة وفورية لإعادة تدوير الورق، استهلها بإجراء عدة بحوث وتجارب مخبرية، ليصل في الأخير إلى ابتكار حبر خاص بالطابعات المنزلية والكلاسيكية يمكن من خلاله تدوير الورق في الداخل بمجرد تغيير حبرها إلى الحبر المبتكر . وأوضح الطرباق في حديث لوكالة الأبناء السعودية، أن قراءته لإحصائية محلية أفادت أن المملكة تستهلك 1.5 مليون طن من الورق، يعاد تدوير 700 ألف طن منها والباقي يذهب إلى مكب النفايات حفزته أكثر للقيام ببحوث علمية في ذلك الجانب، كذلك معرفته أن نسبة النفايات الورقية تمثل ما بين 28 إلى 50 % من النفايات على مستوى العالم. وأبان أن الطريقة المبتكرة لتدوير الورق تحافظ على 99 % من الموارد الطبيعية البيئية والاقتصادية بعملية فورية عن طريق الطابعة المنزلية، وتغيير نوعية الحبر بتكلفة أقل بنسبة50% من الحبر العادي ، بينما يحتاج تدوير الورق الكلاسيكي إلى عمليات جمع ، وفرز ، وتقطيع ، وتنظيف ، وعجن ، وتشكيل ، وتجفيف ، إلى أخر ذلك من عملية إعادة التدوير . وذكر الطرباق أن من ميزات الحبر المبتكر تغيير اللون وثباته ووضوحه، ويصنع من مواد بسيطة سهلة التركيب، كما يمكن استخدامه على مستوى الفرد أو على مستوى المصانع ، إضافة إلى أن عمليه إعادة التدوير المبتكرة تحافظ على نفس جودة الورق، بينما التدوير الكلاسيكي يخرج أوراق أقل جودة، ويعاد تدويره من ثلاث إلى خمس مرات فقط . وأشار إلى أنه بمجرد تغيير أنبوب الحبر بأي طابعة يمكن طباعة الورق ومسحها بدون الحاجة إلى أي برامج أو خصائص في الطابعة ، على غرار طابعات مشابهة للفكرة تحتاج إلى تغيير نوعية الطابعة ونوعية الحبر ونوعية الورق. ولفت النظر إلى أن مشروع البحث العلمي استغرق 120 ساعة عمل بإشراف مباشر من الباحث عبدالناصر ليحيى، و عادل المرشود، الذين مكناه بفضل الله تعالى من الاستفادة من التجارب السابقة التي اختصرت عليه الكثير من الزمن. وعن مشاركاته والأوسمة التي حققها، أوضح الطالب عبد الله الطرباق، أنه نال الوسام الذهبي في سلوفاكيا، وحاز على دبلوم التكنولوجيا البيئية بعد أن شارك في الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي مسار (ابتكار) عام 2011 الذي تشرف عليه مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهوبين (موهبة) بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم. بدوره عبر مدير الإدارة العامة للتربية والتعليم في منطقة القصيم عبدالله بن إبراهيم الركيان، عن سعادته بما حقق الطالب الموهوب عبدالله الطرباق وأمثاله من الموهوبين من أبناء المنطقة، مشيرا إلى أن إدارة تربية القصيم حققت مؤخرًا المركز الثاني على مستوى المملكة في الاختبارات الدولية " timss " للبنين ، وجائزة جلوب للاهتمام بالبيئة على مستوى الشرق الأوسط وجنوب إفريقيا . وارجع الركيان تألق الإدارة لفضل الله ثم لامتلاكها كوكبة متميزة من المعلمين والمعلمات والمشرفين والمشرفات سواء في إدارة الموهوبين أو إدارة الموهوبات أو في إدارة النشاط، إضافة إلى الدعم المتواصل من صاحب السمو الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد وزير التربية والتعليم ومتابعته وتشجيعه لمناشط الإبداع وبرامج التميز . وثمن مدير تعليم القصيم دعم صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم ، وسمو نائبه، لكل ما يخدم هذا الوطن وتكريم المتميزين في كل مجال. وأوضح أن الموهوبين والموهوبات تعنى بهم إدارة الموهوبين وإدارة الموهوبات من خلال برامج مسائية وبرامج في إجازة الصيف، لافتًا إلى أن وزارة التربية والتعليم لديها أفضل المختبرات لتسهيل مهمة الباحث لإعداد الدراسات والاستفادة من الوسائل المتقدمة في مجالات البحوث. وبين أن إدارة التربية والتعليم بالقصيم اعتمدت في ثانوية مجمع الأمير سلطان ببريدة وبعض مدارس المنطقة نظام القاعات الدراسية حسب المواد، ويساعد الطلاب في تجدد نشاطهم وحيويتهم لمساعدتهم في تحصيلهم الدراسي. وحث مدير تعليم القصيم المعلمين والمعلمات بالمتابعة والاهتمام والتنسيق التام مع إدارة الموهوبين، ومتابعة النشء والتنسيق لمن تظهر عليهم علامات الموهبة والتميز لتذليل الصعاب أمامهم في طريقهم للالتحاق ببرامج الموهوبين والموهوبات . ومن جانبه، أكد مدير مكتب التربية والتعليم غرب بريدة محمد بن ناصر المجحدي، أن وزارة التربية والتعليم تسعى سعيا حثيثا لإخراج جيل يخدم دينه ووطنه ومليكه ، ولم تألو جهدا في دعم الطلاب الموهوبين وتوفير السبل والإمكانيات لهم، ومن ذلك إقامتها إدارة مستقلة لرعاية الموهوبين ، ودعم تعيين مشرفين متابعين في الميدان والوقوف على كل مدرسة والتواصل مع مدراء المدارس، وإنشاء أماكن خاصة للموهوبين من أجل أن يحضوا برعاية كاملة. وأضاف أن الدعم الملموس من سمو وزير التربية والتعليم، ووقوفه على ابتكار الطالب عبدالله الطرباق، ومشاهدته للبحث العلمي والاختراع القائم كان حافزا كبيرا لطالب الطرباق وزملائه الموهوبين. وأوضح أن الإدارة العامة بالقصيم وضعت خطة للتواصل مع الطلاب الموهوبين ودعمهم والوقوف عليهم وتوجيه مشرفين موهبة لكل مكتب تربية وتعليم للوقوف على المدارس والتحري عن الطلاب وإعطائهم الفرص وتفعيل المعلمين لانتقائهم ودعمهم في شتى المجالات. وحث المجحدي الطلاب على مواصلة التميز، وأن لا يقفوا عند حد فيطلب العلم، لأن المجال مفتوح بوجود ثورة معلوماتية وحاسوبية وتطور تكنولوجي يمكن الاستفادة منه فيما يخص التطور العلمي، مهيبًا بالمعلمين والمعلمات أن يحرصوا كل الحرص لتهيئة الجو المناسب والتربوي والتعليمي للطلاب لأنهم يحملون رسالة نبيلة. أما مدير ثانوية مجمع الأمير سلطان ببريدة عبدالله الحبيب، فقد أقترح إيجاد مدارس خاصة تحتضن الموهوبين يكون لها نظام خاص يتوافق معهم ليجدوا الوقت والمكان المناسبين لبحوثهم العلمية، وتجاربهم المخبرية داخل المدرسة دون التأثير على تحصيلهم الدراسي اليومي في المدارس. إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل