غيب الموت مدير إدارة تقنية المعلومات والإعلام الرقمي في مؤسسة عسير للصحافة والنشر، الزميل محمد سعيد محمد القحطاني عن عمر يناهز 39 عاما، وذلك بعد حادث مروري أليم في طريق الملك عبدالله بمدينة أبها صباح يوم الجمعة الماضي. ويُصلى على الفقيد ظهر اليوم في جامع بن حمران بمركز الواديين، ويتقبل العزاء في منزله بحي الخيرية بالواديين، ويقع المنزل أمام جامع بر الوالدين. ونعت مؤسسة عسير للصحافة والنشر وكافة منسوبيها الزميل محمد القحطاني، مقدمة التعازي إلى أسرته وأبنائه الثلاثة (تركي وسعيد وغادة)، داعية الله أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان. بداية محمد القحطاني، الحاصل على بكالوريوس في علوم الحاسب، مع صحيفة "الوطن" كانت في أبريل من عام 2008، عندما تسلم منصب مدير إدارة تقنية المعلومات في الصحيفة ليؤسس آنذاك لمرحلة جديدة من تاريخ الصحيفة بإعادة تأسيس البنية التحتية لتقنية المعلومات في الصحيفة، وتوفير كافة البرامج والآليات التي من شأنها تطوير العمل التحريري والفني والمعلوماتي في كافة أقسام الصحيفة. لم يقف القحطاني عند هذا الحد، فكما عرف عنه داخل وخارج الصحيفة بأنه رجل مثابر ومتفان في عمله، فقد كان يطمح للتطوير والتجديد بشكل مستمر، حتى تسلم ملف تطوير موقع "الوطن أون لاين" بكافة محتوياته وأقسامه ومحتواه، حتى أصبح الموقع من أفضل المواقع الإخبارية التي تستقطب مئات الآلاف من القراء بشكل يومي، بالإضافة إلى إيجاد كثير من خدماته الحالية، ومن ثم استلم الزميل القحطاني ملف "الوطن برايل"، وهي الصحيفة الأسبوعية الأولى في الشرق الأوسط التي تعنى بتمكين المكفوفين من الاطلاع على أبرز الأخبار المحلية والرياضية والاجتماعية في المملكة خلال أسبوع. حلم يتحقق كان محمد القحطاني يحلم دوما بإنتاج برنامج يعنى بتوظيف الشباب، وأن ينقل هذه الفكرة إلى محطة إعلامية من شأنها أن تساعد الباحثين عن عمل، فكان له ما أراد عندما ابتكر برنامج "توظيف" الذي ترعاه "الوطن" ويبث على إذاعة "ألف ألف"، وهو حلقة الوصل التي كان يبحث عنها القحطاني بين الباحثين والباحثات عن عمل، وبين شركات القطاع الخاص. وتمكن البرنامج منذ انطلاقته في يناير 2011 أن يجمع 3600 سيرة ذاتية، تم ترشيح 2048 منها لوظائف مناسبة، في حين بلغ عدد الشركات التي تفاعلت مع البرنامج 139 شركة، من عدة مناطق في المملكة، وعدد الذين تم توظيفهم من خلال البرنامج حتى الآن 141 شابا وفتاة. سيرة عطرة عرف عن محمد القحطاني في صحيفة الوطن وإذاعة "ألف ألف إف إم" أنه الزميل والأخ، وأنه المساند للجميع في كل الأوقات، والقريب من الكل من أجل المساعدة وتلبية أي حاجة، خاصة فيما يتعلق بالأمور الفنية والتقنية، فلم يكن تقنيا فقط، بل إنه مارس الصحافة ونشر الكثير من التحقيقات والأخبار على صفحات "الوطن".. يقول عنه مدير عام مؤسسة عسير للصحافة والنشر، حاتم مؤمنة، إن القحطاني كان من الزملاء الذين ساهموا في خدمة مشروع صحيفة الوطن، وكانت إسهاماته في تأسيس البنية التحتية لتقنية المعلومات وموقع "الوطن أون لاين" خير دليل وشاهد على كفاءته وإخلاصه. وعبر مؤمنة عن عميق حزنه وألمه لفقدان واحد من رجال صحيفة الوطن، داعيا الله أن يرحم الفقيد، ويلهم أهله الصبر والسلوان. أما رئيس تحرير صحيفة الوطن، طلال آل الشيخ، فوجه أحر التعازي لعائلة الزميل محمد القحطاني وكافة زملائه والمقربين منه، سائلا الله أن يتغمده برحمته. وقال آل الشيخ: "محمد القحطاني هو علم من أعلام صحيفة الوطن، شارك في بنائها وتطويرها وزيادة بريقها بخبرته وبأدواته التي كانت دائما ما تذهل الجميع.. لقد كان مهنيا، محبا للجميع، متفانيا في عمله". محطات وإنجازات محمد القحطاني ولد في أبها عام 1973، وانطلق من قريته في مركز الواديين بمنطقة عسير في رحلة داخل عالم الكمبيوتر، ليدغدغ "فأرة" ولوحة مفاتيح وهو في عمر مبكر، ويقتحم هذا العالم حتى أصبح متمكنا منه كعلم مستقل، ليدخل بعد ذلك في تجربته العملية التي بدأها بالعمل كمدير لمراجعة التكنولوجيا وأنظمة الحاسب الآلي في عدد من البنوك المحلية وبعض الشركات، مثل شركة الخبير للاستشارات المالية، وبنك البلاد، وشركة منازل الحرمين للتسويق، والبنك الأهلي التجاري، وشركة مدارك للأعمال السعودية.. وساهم في تأسيس بنك البلاد عام 2004 ، وساهم أيضا في خطة تخطي مشكلة عام 2000 في البنك الأهلي التجاري، وحصل على عدد كبير من شهادات التقدير من جهات مصرفية عدة، منها مؤسسة النقد العربي السعودي. استطاع القحطاني في سنوات قليلة أن يحول كافة قطاعات مؤسسة عسير للصحافة والنشر من عملها التقليدي إلى عمل جديد من نوع مختلف، واعتبره الكثيرون في الصحيفة "عراب التقنية"، وذلك بخططه الذكية وتنفيذه لها بسرعة، حيث ساهم في العديد من الأعمال والأدوار المشتركة مع كافة قطاعات المؤسسة وفق أحدث الأنظمة التقنية، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر، إدخال نظام "إيزي نيوز"، وهو نظام تحريري يعنى باستقبال وإدارة ومشاركة أخبار وكالات الأنباء( نصوص وصور وجرافيك)، بالإضافة إلى المواد الإخبارية المحررة داخليا، أو عبر مختلف الفروع للصحيفة، أو أخبار المراسلين المنتشرين، وكذلك تدفق المواد الإخبارية في عمل الصحيفة اليومية، وذلك من بداية تلقي المواد الإخبارية إلى تحريرها وحفظها وإخراجها، ومن ثم تنسيقها وطبعها، بالإضافة إلى إمكانية تجاوب النظام مع معايير دورة العمل التحريرية الخاصة للصحيفة اليومية. تغريدات عن الفقيد كتب عدد من زملاء وأصدقاء الراحل تغريدات تحت هاشتاق بعنوان "وفاة محمد القحطاني" عبروا فيها عن عميق حزنهم على وفاة الزميل محمد القحطاني واستعادوا فيها كثيرا من ذكرياتهم مع الراحل. غيب الموت العزيز القحطاني عن حضور برنامج "توظيف" الذي تبناه الراحل حيث حضر 70 شابا إلى مقر الجريدة للعمل في شركة طبية وتم توظيف 60 منهم أمس، نسأل الله له الرحمة والمغفرة. طلال آل الشيخ لا الدمع يكفكف آلام الرحيل ولا الوجع يخفف لوعة الفقد رحم الله ابن الوطن "البار"، وأسكنه فسيح جناته عظم الله أجر الجميع. ماجد البسام فقدنا صديقا وأخا عزيزا، لقد كان القحطاني مثالا للمهني المحترف وساهم في بناء كثير من مشروعات صحيفة "الوطن" وله بصمات واضحة وأجبر الجميع على حبه واحترامه، وبالتأكيد سنقف مع أسرته وجميع المحبين له. عبدالعزيز الشمري سأفتقد ألقك وطموحك العالي، وسعيك لأن تكون الحياة أسهل، والوطن أجمل سأفتقد ترحيبك الخاص: "هلا بالحبيب". "وداعا يالحبيب". عيسى سوادي فقدنا اليوم أحد أعز الزملاء والأصدقاء محمد القحطاني مسؤول التقنية في الوطن، رحمك الله أخي أبا سعيد.. لن ننساك ولن ننسى أعمالك الخيرة وسنمضي قدما لتحقيق أحلامك بتوظيف 1000 شاب وفتاة. أديب آغا عشت فريدا بين الرجال فريدا.. وداعا صديق العمر.. تركتك في رحمة الله إبراهيم الأمير مكتبه يجاور مكتبي.. لم أر يوما أنه ضايق أحدا أو رفض طلبا لأحد.. يعطي بغير حساب.. والابتسامه لاتفارقه. حسن السلمي رجل يعمل ويعمل، لا يكل عن أن يعطي، ولا يفكر إلا كيف ينتج.. رحمه الله. أحمد التيهاني رحمة الله عليك يا محمد وما تخيلت يوما أن عيني ستبكيك لكن الله قضى وسلمنا. وداعا أيها الوفي. محمد الفهيد ارتقى عصاميًا وعاش جسورًا فحوّل أحلامه إلى واقع. لو امتلك كل شاب سعودي شجاعة محمد، لما اضطر الراحل لتبني مشروع للتوظيف. علي الزيد الفتى الذي أحبته "التقنية" فأحبها، وعشقته "التكنولوجيا" فعشقها، تعلق بينها حتى نعته "الأوراق" وجف حبر الأقلام. غادرت عنه "الملفات"، ولجأ إليه "الذكاء الجديد"، فسيطر عليه، فتطور وطور. "البطالة" همه حتى قضت عليه. عالج "النوح" ولا يبوح، يفرح ببشاشة وجوه الآخرين. فواز الميموني اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة، كم من شاب وفتاة أصبحوا على رأس العمل بسببه بعد توفيق الله. سلطان الغشيان رحمه الله كان نعم الرجل وكان حلمه توظيف ألف شاب وفتاة من أبناء بلده. صالح السريعي حزنت وصدمت كثيرا لوفاة محمد القحطاني، لن أنسى تلك الأوقات التي تحدثت فيها إليه وخاصة مداخلاته الرائعة. قلبي مع عائلته وأصدقائه والمقربين منه. سأحاول حضور العزاء والمشاركة فيه. "البقاء لله"