أكد الدكتور محيي الوهاس المدير الطبي ورئيس قسم طب الطوارئ في مستشفى الملك فهد الجامعي في الخبر، أن المستشفى رصد 50 حالة تسمم ووفاة خلال السنوات الخمس الأخيرة بمبيد (الأورجانوفوسفات) الذي يستخدم في التخلص من القمل. ووصف الوهاس المبيد بأنه ''فتاك''، مؤكداً أنه ''يباع علنا في الأسواق، في حين أنه لا يباع في أمريكا إلا بترخيص من الشركة المنتجة له لشدة خطورته''. وقال ''كثيرون - خصوصاً الأمهات - يستخدمونه بالشكل الخطأ، في إزالة القمل، ولا يعلمون عن مدى خطورته''. وأشار خلال حملة ''السموم من حولنا'' التي نظمها قسم الطوارئ في المستشفى إلى أن مصطلح السموم يعني أي دواء يؤخذ بجرعة زائدة، أو غير مناسبة، ويعدّ سماً ويضر بالجسم. وأضاف الوهاس أن من الحالات التي تصل لقسم الطوارئ حالات الاختناق التي تكثر في فصل الشتاء الجاري، داعياً إلى توخي الحذر والبعد عن الأماكن المغلقة التي يتواجد بها فحم مشتعل. إلى ذلك أكد الدكتور عبد الله الربيش مدير جامعة الدمام المشرف العام على مستشفى الملك فهد الجامعي في الخبر على أهمية التوعية للمجتمع، وذلك من خلال الحملات والبرامج التوعوية التي تقدم لجميع أفراد المجتمع، وأشار الربيش إلى أن جامعة الدمام ممثلة في مستشفى الملك فهد الجامعي بجميع أقسامه حريصة على تسخير جميع الكوادر الطبية وطلاب الطب في الجامعة على التوعية المباشرة وخدمة المجتمع، وأن هذا جزء من رسالة الجامعة، جاء ذلك في افتتاحه لحملة ''السموم من حولنا'' التي نظمها قسم الطوارئ في مستشفى الملك فهد الجامعي في الخبر، واختتمت فعالياتها أول أمس بمجمع الراشد التجاري في الخبر. وأضاف الربيش أن التوعية مهمة للحد من المخاطر التي يتعرض لها الجميع في المنزل وخارجه، مشيداً بفكرة الحملة، وأنها بعيدة عن التقليدية. وأوضح الدكتور علي السلطان بأن مشاركة طالب الطب في مثل هذه الحملات وحرصه عليها أمر مهم، وذلك لجودة المعلومة التي يقدمها ووصلوها بالشكل الصحيح، مشيراً إلى أن هذا واجب على كل ممارس صحي. من جانبه، أكد الدكتور محمد الجمعان استشاري الطوارئ في المستشفى الجامعي في الخبر أن هذه الحملة موجهة لجميع أفراد المجتمع، وقد حرصت إدارة القسم على إيجاد آلية للعمل في هذه الحملة بشكل جديد ومغاير، حيث أنشأنا ثمانية أركان مثل: ركن عن تسمم أول أكسيد الكربون، وركن لدغات العقارب والثعابين، وركن عن مخاطر أدوات التنظيف المنزلية، وركن حبوب الدواء، الذي يعد علاجا وقاتلا للأطفال لتأثيره الشديد عليهم، ومن ذلك تسمم الأورجانوفوسفات وتسمم البندول وتسمم الحديد. وقالت الدكتورة سكينة الفرج، إن هذه الحملة من أهم الحملات التوعوية على المستوى العام من خلال ما تحتويه من برامج وأركان وفعاليات، وذكرت أن عدد المشاركين يفوق 35 من طلاب وطالبات كلية الطب في قسم الطوارئ، وأشارت إلى أن الحملة قدمت توعية لأكثر من 500 شخص من جميع شرائح المجتمع، حيث قدمت شهادات للأطفال، كما أخذت تعهدات منهم بعدم اللعب بالمواد الخطرة في المنزل.