كشف صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب أن فريق العمل المكلف بوضع لائحة مشروع خصخصة الأندية الرياضية في طور وضع اللمسات الأخيرة للمشروع الذي سوف يشهد النور قريبا، حيث نتوقع ان يحدث هذا المشروع وهو أحد أهم مشاريع الرئاسة التطويرية نقلة نوعية في مسيرة الرياضة السعودية. وأعلن سموه عن اتفاقية مع الاتحاد الدولي «الفيفا « للاسترشاد بالشركات المتخصصة في بناء المنشآت الرياضية على المستوى العالمي، بالاستفادة منها في انشاء الملاعب والمنشآت الرياضية بالمملكة على أعلى المعايير والجودة العالمية، وأكد سموه حرص الرئاسة على دعم وتشجيع الملتقيات العلمية التي تتناول المفاصل الرئيسة لحركة التطوير المتسارعة التي تشهدها الرياضة السعودية، لأنها ترمي الى تحقيق الرؤية والمنهجية التي تؤمن بها، وتدرك يقيناً أنها السبيل الأمثل والأسرع للوصول بالعمل الرياضي الى غاياته وأهدافه، وهي الأكثر قدرة على المساعدة في ترجمة توجيهات وتطلعات سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وسيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع حفظهما الله وتحقيقا لرؤيتهما القاضية بأن أبناء الوطن عامة، والرياضيين خاصة يستحقون الكثير من العناية والدعم والتشجيع، وتسخير كافة الامكانات التي تهيئ لهم فرص التفوق والإبداع في جميع مجالات الحياة، وضرورة دعم الشراكات بين القطاعين الحكومي والخاص لتحقيق هذه الرؤية، وقال سموه لدى افتتاحه أمس السبت 5/ يناير / 2013 منتدى الاسثتمار الرياضي الثالث، الذي نظمته غرفة الشرقية بالشراكة مع مجموعة أركان الأعمال المحدودة وبرعايه اعلامية من «اليوم» : إن «هذا المنتدى الذي يشرفني وجودي بينكم فيه، يكتسب أهمية بالغة باعتباره يتناول (الاستثمار الرياضي) الذي يشكل أحد المرتكزات الأساسية التي ننشدها لصناعة رياضة سعودية حديثة ذات ملاءة مالية قوية، وانطلاقا من هذه الأهمية فإننا نعلق آمالاًً عريضة على أن ينبثق عن نقاشاته وحواراته العديد من التوصيات، واضحة الرؤى، محددة الأهداف تساهم في زيادة الوعي المجتمعي بأهمية الاستثمار الرياضي، وقال سموه : إن هذا المنتدى يقام في مرحلة مفصلية من عمر الرياضة السعودية، الذي تتأهب فيه لواحد من أهم مشروعاتها التطويرية، وهو مشروع خصخصة الأندية الرياضية، الذي يشكل العمود الفقري لاستمرار وتطور العمل الاحترافي في المملكة، سواء على الصعيد الرياضي الفني، أو الإداري، وقبل كل هذا الاستثماري، الذي من المقرر أن ينتهي فريق العمل المكلف بدراسته من وضع اللمسات الأخيرة عليه في غضون شهرين من الآن، ونتوقع منه بإذن الله أن يحدث نقلة نوعية كبيرة في مسيرة الرياضة السعودية، خاصة الاندية الرياضية، مقدما سموه خالص الشكر والتقدير الى صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن مساعد بن عبد العزيز وكافة معاونية من أعضاء الفريق، على ما بذلوه من جهود كبيرة منذ أن أسندت لهم هذه المهمة الوطنية الجسيمة، تخللها الكثير من العمل الدؤوب، والإطلاع على التجارب الايجابية في عدد من الدول المتقدمة في هذا المجال، مع الاستعانة بكبريات بيوت الخبرة العالمية المتخصصة للمساهمة في وضع الاستراتيجية العامة لخصخصة الأندية الرياضية، تجمع بين عناصرها الفنية والمالية والقانونية، ووضع آلية لزيادة الموارد المالية للأندية وتحديد مواطن الاستثمار فيها، وقال سمو الرئيس العام لرعاية الشباب : «إن ما تعيشه الرياضة السعودية اليوم من حراك تطويري نشط وشامل، يعكس - بشكل جلي - عزم وجدية الرئاسة العامة لرعاية الشباب في التأسيس لمنظومة رياضية متكاملة، تجعل من الرياضة صناعة قوية تضاف إلى بقية الصناعات الوطنية، وتسهم في تنمية وتطوير اقتصاد الوطن، وتزيد قدرتها التنافسية على خارطة الرياضة العالمية، منطلقة في ذلك من منظور واقعي يجمع بين أولويات المرحلة، والتأسيس للمستقبل، في إطار استراتيجية شمولية تحقق التوازن المنشود بين الرسالة الوطنية للمؤسسة الرياضية ومتطلبات التحول الى مشروعات استثمارية ناجحة، حيث قامت بإجراء العديد من الخطوات التي أحدثت تغييراً وتطويراً في اللوائح والأنظمة والتشريعات القانونية والهيكلة الادارية وأبرز وأهم هذه الخطوات (إنشاء إدارة متخصصة) بالرئاسة العامة لرعاية الشباب تعنى بدعم الاستثمار في الأندية والاتحادات الرياضية، وتساهم بشكل فاعل في تطوير مواطن الاستثمار فيها، وجلب فرص استثمارية جديدة تعزز مواردها المالية، ساهمت جهودها في تفاعل الشركات المختلفة وانصهارها في معترك الاستثمار الرياضي، ومن أبرز خطوات استراتيجية التطوير أيضا - حسب سمو الأمير نواف بن فيصل - (استكمال البنية التحتية) من خلال التوسع في المنشآت الرياضية، بما يواكب التوسع العمراني والازدياد السكاني الذي تشهده جميع مناطق ومحافظات المملكة، مع إعادة تهيئة المنشآت الرياضية القائمة، وتحسينها بما يحقق متطلبات واحتياجات الرياضة الحديثة، وتكون عامل جذب لرؤوس الأموال الاستثمارية، وكذلك (أحداث تغيير وتطوير في اللوائح والأنظمة وسن القوانين) التي تؤسس لمناخ استثماري ناجح يضمن حقوق المستثمر والمستفيد من الاستثمار ويحافظ على أهداف ورسالة المؤسسة الرياضية، وذكر سموه ان الرئاسة قامت بإصدار لائحة ضوابط تنظم استثمار الأراضي المخصصة للأندية الرياضية، مطلقة بذلك يد مجالس الادارات لإدارة وتوطين هذه الاستثمارات لزيادة مواردها المالية وفق هذه الضوابط الضامنة لحقوق جميع الأطراف، وأكد حرص الرئاسة على (العمل على تكريس وتعزيز مفهوم الاستثمار الرياضي في الهيئات والمؤسسات الرياضية) من خلال المؤتمرات والندوات والدورات وورش العمل، التي تستهدف العاملين في مجال الاستثمار بجميع المؤسسات الرياضة من أندية واتحادات وغيرها من الهيئات ذات العلاقة، وتوسيع آفاق التعاون بينها وبين القطاع الخاص، ويأتي هذا المنتدى ضمن آليات العمل في هذا الاتجاه، وأشار الى ان الرئاسة ركزت في خططها الأخيرة على برامج التدريب والابتعاث في الماجستير والدكتوراة مع التركيز على التخصصات التي تلبي متطلبات الرياضة الحديثة، وخلص سموه الى القول : «مما يثلج الصدر أن الرياضة السعودية بدأت - ولله الحمد - تعيش باكورة الأجواء الاستثمارية، وإن لم تبلغ بعد مستوى الطموحات والآمال باعتبارها مازالت في بداية الطريق، إلا ان ما تحقق يبعث فينا الكثير من التفاؤل، ويعزز لدينا عزيمة المضي في العمل الجاد، والرؤية الواضحة، لاستكمال ما بدأناه في هذا الاتجاه، ومما زادنا عزيمة في هذا الطريق قناعتنا التامة بأن الجانب الاستثماري أصبح ضرورة حتمية للانتقال بالرياضة السعودية الى أجواء التنافسية العالمية والمفاهيم الحديثة للرياضة، وتحولها إلى صناعة حقيقية تؤثر في اقتصاديات الدول، وإذا كانت التجارب الأولى التي خاضتها الرياضة السعودية في مجال الاستثمار تجارب ضئيلة ومردوداتها المادية متواضعة، حيث لم يتجاوز أول مبلغ استثماري تشهده الرياضة السعودية قبل بضع سنوات (5) ملايين ريال، فاليوم نتحدث عن عقود شراكات وعقود رعاية تتجاوز مئات الملايين، ومن الأمثلة على ذلك بلوغ إجمالي قيمة رعاية مسابقة دوري المحترفين ( 80 ) مليون ريال للموسم الواحد، وسيتم بإذن الله التوقيع مع الراعي الجديد بمبلغ يقارب ضعف العقد المنتهي، فيما تم - ولأول مرة على المستوى العربي - توقيع عقد رعاية لمسابقة دوري الدرجة الأولى لكرة القدم، بينما ارتفع متوسط قيمة عقود الرعاية للأندية المحلية، خاصة الأندية ذات الجماهيرية ليصل الى (50 ) مليون في الموسم الواحد، ونتوقع بإذن الله أن تتضاعف هذه الأرقام في العقود الجديدة. أما فيما يخص النقل التلفزيوني للمسابقات المحلية والكلام لسمو الأمير نواف بن فيصل فقد قفزت قيمة حقوق النقل من (5) ملايين ريال الى (150) مليون ريال في الموسم الواحد، ونتوقع أن يتضاعف هذا الرقم خلال العقد المقبل بمشيئة الله. وانطلاقا من دور الرئاسة في تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص في المجال الاستثماري تمت الموافقة على عقود رعاية بعض الاتحادات الرياضية وكان أخرها عقد رعاية لبرامج وأنشطة الاتحاد العربي السعودي لرياضة الفروسية، معلنا عن قيام الرئاسة خلال الأيام المقبلة بالتعاون مع الهيئات الرياضية السعودية بتوقيع عقود رعاية جديدة مع شركات وطنية، منها عقد رعاية اللجنة الاولمبية العربية السعودية، والاتحاد السعودي لرياضة ذوي الاحتياجات الخاصة، الى جانب عقد رعاية أول أولمبياد سعودي. كما ستقوم الرئاسة العامة لرعاية الشباب وفي اطار جهودها لتعزيز مفهوم الترويح والرياضة للجميع وانطلاقا من مسئوليتها المجتمعية بالتوقيع مع احدى الشركات الوطنية عقد تنظيم ماراثون للهواة بالرياض يخصص جل ريعه للجمعيات والمؤسسات الخيرية الى جانب توقيع عقد آخر مع شركة وطنية بالتضامن مع إحدى الشركات العالمية المتخصصة لإقامة ماراثون دولي بالرياض، داعيا القطاع الخاص لاغتنام الفرص الاستثمارية في القطاع الرياضي الذي يعيش طفرة رياضية شاملة، وطالب جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم الجهات الحكومية للاستمرار في دعم الرياضة و لعبة كرة القدم، مشيرا الى ان كرة القدم ليست رياضة فقط وإنما لعبة تقدم ثقافة وتعليم، بالإضافة لكون كرة القدم تتعلق بالصحة ما يستدعي من الحكومات تفهم هذا الجانب، واصفا علاقة الفيفا بالمملكة بالعلاقة الطويلة والعريقة، حيث بدأت في السبعينيات من القرن الماضي عندما كان يشغل منصف المدير الفني في الفيفا، إبان رئاسة الأمير فيصل بن فهد رحمه الله، مؤكدا ان المملكة لاتزال تلعب دورا قياديا ورياديا في المنطقة والعالم، مضيفا ان الرياضة تلعب دورا رئيسا في المنطقة العربية، ما يؤكد اهمية الاستثمار في المجال الرياضي، وقال بلاتر : إن 300 مليون شخص يهتمون بكرة القدم، وهو ما يمثل سكان الولاياتالمتحدة، فاذا اضيف للرقم 3 مرات في كل أسرة، وبالتالي فان هناك 900 مليون نسمة على المستوى العالمي يشاهدون كرة القدم، وبالتالي فان الاستثمار يمثل فرصة كبيرة للمستثمرين، مؤكدا ان نصف سكان العالم يشاهد كأس العالم حاليا، وذكر بلاتر ان بداية الفيفا في مجال الاستثمار كانت صعبة للغاية، حيث طلبت القنوات قبل 38 عاما من الفيفا تسديد الرسوم المالية، وهو أمر صعب نظرا لعدم وجود موارد مالية، بيد ان الأمور اختلفت حاليا بعد عقد الشراكة الإستراتيجية وأصبحت العلاقة بين المستثمرين والفيفا أشبه ب «حفلة زواج»، حيث أصبحت القنوات التلفزيونية سعيد ببث المباريات في كأس العالم، مؤكداً ان الفيفا يقدم من خلال كرة القدم المنصة في الملعب والجهمور والمنتجات للجهات المستثمرة، وأعرب بلاتر عن سعادته بالتعاون مع رئيس اتحاد كرة القدم الجديد أحمد عيد، ممتدحا عملية الانتخابات التي تمت لانتخاب الجمعية العمومية والاتحاد السعودي لكرة القدم والأجواء التي خلالها سيتم الإعلان عن اعتزام الفيفا بناء منشآت رياضية في فلسطين للنهوض بكرة القدم، بالتعاون مع المملكة. من جانبه قال رئيس مجلس إدارة غرفة الشرقية : إن الغرفة أدركت أهمية الرياضة في بناء المواطن عامة، وشبابنا خاصة، ومن هنا سعت إلى إطلاق مبادرات عدة ترسيخا لدور الرياضة في مجتمع «الشرقية» بشكل خاص، وفي مجتمعنا السعودي بشكل عام، وقد كان إطلاق دورة الأمير محمد بن فهد الرياضية للشركات أحد أبرز تجليات هذا التوجه الذي تتبناه الغرفة. كما جاء إطلاق الغرفة أول لجنة للاستثمار الرياضي على مستوى الغرف السعودية تأكيدا لهذا الاهتمام، إضافة إلى إقامة ندوات ولقاءات عدة شارك فيها خبراء أجانب وعرب وخليجيون، خلال الأعوام الأخيرة، حول التسويق الرياضي، وغيره من القضايا الرياضية، امتدادا لخط الغرفة في هذا الاتجاه، واعتبر الراشد مسألة خصخصة الأندية طموحا كبيرا للرياضيين والمعنيين بالرياضة في المملكة، بما تنطوي عليه من فتح آفاق واسعة للنمو الاقتصادي في البيئة الرياضية، ويعزز عملية بناء راسخ للمنظومة الرياضية المتكاملة في المملكة، الأمر الذي يجعل من الرياضة صناعة قوية تضاف إلى بقية الصناعات الوطنية، وتسهم في تنمية وتطوير اقتصادنا الوطني. أما رئيس مجلس ادارة الخبير الرياضي أحمد المقيرن فقد أوضح أن هناك توافقا بين الرؤية العامة في المملكة والاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في السعي لنشر السلام والثقافة وإيجاد التواصل بين الشعوب من خلال الرياضية، وأن هناك توافقا كذلك في عملية إبعاد الرياضة عن الأمور السياسية، وبعد ان تم تكريم الجهات الراعية والداعمة والمتحدثين، أقام الرئيس العام لرعاية الشباب صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن عبد العزيز مأدبة غداء على شرف رئيس الاتحاد الدولي السيد جوزيف بلاتر. من جانب آخر نوه الأمين العام لغرفة الشرقية عبد الرحمن بن عبد الله الوابل بالمناقشات التي حققتها المنتدى، لافتاً إلى أن الحضور الكبير واللافت من قبل القيادات الرياضية في المملكة ممثلا في الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل بن فهد ورئيس الاتحاد الدولي جوزيف بلاتر أعطى زخما هائلا وأهمية قصوى للاستثمار في القطاع الرياضي، مشيرا إلى ان قطاع الأعمال في المملكة والمنطقة الشرقية خصوصا ممثلا في غرفة الشرقية سيواصل بحث المسائل الاقتصادية ذات العلاقة بالقطاع الرياضي ودعم خطط الاستثمار التي تتبناها المؤسسات الرياضية في المملكة.