نهى المخرج البريطاني – الأمريكي طوني سكوت حياته بالانتحار بالقفز من جسر فنسنت توماس في لوس أنجلس، وذلك نقلاً عن وسائل إعلام محلية اقتبست أقوال شهود أفادوا بأن سكوت أوقف سيارته على الجسر وترجل منها، ومن ثم قفز في مياه المحيط الهادئ، ليستثنوا بذلك أي أسباب أخرى أدت الى الوفاة سوى الانتحار. يعتبر طوني سكوت أحد أشهر المخرجين في هوليوود اذ أخرج أفلاماً شكل بعضها علامات مميزة في مجال السينما الأمريكية والعالمية. وقد ذاع صيته في ثمانيات القرن الماضي بعد ان شاهد عشاق الفن السابع أفلاماً حملت بصمته. ويُذكر ان طوني سكوت، الشقيق الأصغر للمخرج الشهير والمنتج ريدلي سكوت. ولد المخرج الراحل في عام 1944 بالمدينة البريطانية نورث شيلدز في شمال شرق المملكة المتحدة. حصل على شهادة من معهد الفنون الملكي في لندن وكان يطمح لأن يمارس الرسم، لكه عمل في مجال الإعلانات التلفزيونية. أخرج خلال 10 سنوات ابتداءً من عام 1970 قرابة 1000 إعلان تلفزيوني للمحطات البريطانية، كما كانت له محاولة في مجال التمثيل حين كان في ال 16 من عمره اذ شارك في فيلم من إخراج شقيقه ريدلي سكت يحمل عنوان "الولد والدراجة الهوائية". شهدت حقبة السبعينات الماضية نجاحاً كبيراًحققه الكثير من المخرجين البريطانيين، ومن بين هؤلاء طوني سكوت الذي وجهت له دعوة للعمل في هوليوود. سعى سكوت الى إخراج فيلم "لقاء مع مصاص الدماء" لكنه فشل بذلك بسبب تعثر المباحثات مع شركة "مترو غولدوين ماير" المنتجة للفيلم. يعتبر 1983 عام ميلاد طوني سكوت كمخرج سينمائي اذ أخرج فيلم "الجوع" من بطولة الفرنسية اللامعة كاترين دينيوف وديفيد بوي. لم يحظ هذا العمل بإعجاب كبير فعاد سكوت للعمل في مجال الإعلانات التلفزيونية لمدة 3 سنوات، ليخرج بعدها فيلم Top Gun من بطولة الممثل الصاعد في حينه توم كروز، ليتخصص سكوت بعد هذا الفيلم في إخراج أفلام الأكشن. واصل طوني سكوت عمله ليبدأ بالتعاون مع المنتجين دون سيمبسون وجيري بروكهايمر في نهاية ثمانينات القرن الماضي ويخرج الجزء الثاني من أحد أشهر أفلام الممثل الكوميدي إيدي ميرفي "شرطي من بيفرلي هيلز"، ثم أخرج فيلم Revenge الذي لم يحقق نجاحاً يُذكر. استمر طوني سكوت في عمله كمخرج مع العديد من الممثلين الذين تحولوا فيما بعد الى نجوم الصفوف الأولى في هوليوود، ليخرج في عام 1990 فيلم Days of Thunder من بطولة الأسترالية نيكول كيدمان، ليلحقه في العام التالي بفيلم The Last Boy Scout من بطولة بروس ويليس. لم يقتصر عمل طوني سكوت الفني مع الممثلين، اذ أثمر تعاونه مع كاتب السيناريو والمخرج الصاعد في مطلع التسعينات من القرن الماضي كوينيتين تارانتينو عن فيلم True Romance الذي حظي بتقدير النقاد والجمهور. بعد عامين أخرج طوني سكوت فيلم Crimson Tide حول ما شهدته روسيا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وشارك فيه جين هاكمان ودينزل واشنطن. في عام 1996 أخرج سكوت فيلم The Fan الذي مني بفشل ريع علماً انه من بطولة الممثلين الشهيرين ويلسلي سنايبس وروبرت دي نيرو. في عام 1998 عاد سكوت لإخراج الأفلام ذات الطابع السياسي فقدم فيلم Enemy of the State، ثم أخرج فيلم Spy Game في عام 2001 من بطولة روبرت ريدفورد وبراد بيت، وقدمه هدية لروح والدته المتوفية في ذلك العام. أخرج طوني سكوت لاحقاً أفلاماً متميزة مثل Man on Fire في عام 2004 و Domino في العام التالي، وقدم في عام 2006 لمعجبيه Deja Vu، وذلك بالإضافة الى الكثير من الإعلانات التلفزيونية لشركة "مارلبورو" وللجيش الأمريكي، كما أسس لاحقاً مع شقيقه ريدلي سكوت شركة انتاج سينمائي تحمل اسم Scott Free Productions. تزوج طوني سكوت 3 مرات وأنجب طفلين من زوجته الثالثة الممثلة دونا ويلسون سكوت. حاز المخرج البريطاني الراحل في عام 2010 على جائزة "إيمي" عن "تشرتشل" كأفضل فيلم تلفزيوني، كما كرمه السينمائيون البريطانيون بجائزة "بريتانيا" لما قدمه من إنجازات وأعمال فنية في عالم السينما.