تابعت الصحيفة الإندبندنت التطورات الأخيرة، وقالت إن النظام السورى قد رفض أمس الاثنين عرض الجامعة العربية بتوفير ملاذ آمن للرئيس بشار الأسد وعائلته لو تنحى عن الحكم، واعتبره تدخلا فاضحا فى الوقت الذى اعترف فيه النظام للمرة الأولى بامتلاكه أسلحة دمار شامل، فيما وصفته الصحيفة بالأمر الذى تقشعر له الأبدان. وأشارت الصحيفة إلى أن العرض أعلن عنه رئيس وزراء قطر جاسم بن جبر آل ثانى، فى الوقت الذى يدخل فيه الصراع فى المنطقة إلى مرحلة جديدة من عدم الاستقرار، لافتة إلى أن النظام السورى هاجم هذا العرض بشكل سريع. فقد قال المتحدث باسم الخارجية السورية جهاد مقدسى، إن الجامعة العربية مهتمة فقط باستمرار سفك الدماء. واتهم مقدسى كذلك المسئولين والإعلام فى الغرب بتكثيف الاهتمام بمخزون سوريا من الأسلحة غير التقليدية كذريعة للتدخلن وقال: "إن أى أسلحة كيماوية أو بيولوجية لن يتم استخدامها أبدا، وكرر، لن تستخدم أبدا فى الأزمة السورية مهما كانت التطورات الداخلية فى هذه الأزمة". واعتبرت الصحيفة أن هذا التصريح غير مسبوق، ويمثل تهديدا تقشعر له الأبدان بالنسبة لهؤلاء الذين يضغطون من أجل التدخل الدولى. غير أن الحكومة السورية تراجعت عن البيان الذى يوحى بامتلاكها لمثل هذه الأسلحة، وقالت إن مقدسى كان يقصد لو وجدت أى أسلحة بيولوجية أو كيماوية فلن تستخدم ضد الشعب السورى. وأوضحت الصحيفة أنه من المعتقد أن دمشق، التى وقعت على معاهدة دولية لحظر الأسلحة الكميائية، تمتلك مخزونا كبيرا من غاز الأعصاب وغاز الخردل والذى يمكن نشره عن طريق صواريخ سكود. ويقول محللون إن هذا التهديد لن يغير من خطط التدخل على الأرجح، لأن هذه الأسلحة ليست ذات فائدة مع أى هجوم جوى. ورغم فشل مجلس الأمن فى إصدار قرار يفتح الباب أمام التدخل العسكرى فى سوريا تحت الفصل السابع، إلا أنه لا تزال هناك رغبة بسيطة فى الغرب لمثل هذا العمل. ولعل واحدة من أكبر المخاوف لدى الدبلوماسيين الغربيين هى سقوط تلك الأسلحة فى يد قوات المعارضة.