كان المشهد غير مسبوق، عندما احتشد عشرات المواطنين أمام قصر الاتحادية بحى مصر الجديدة أمس، لعرض مطالبهم ومظالمهم على الرئيس الجديد، بعدما كانت لافتات المنع، وجنود الحرس الجمهورى يملأون الأرجاء. انتزع مساء أمس الأول حق التظاهر أمام القصر الرئاسى للمرة الأولى فى التاريخ، جماهير الألتراس ومعهم متظاهرون ضد المحاكمات العسكرية للمدنيين واهالى ضباط 8 أبريل، ليواصل عشرات آخرون تأكيد حق التظاهر أمام بوابات القصر الرئاسى، عندما تجمعوا منذ الساعات الأولى من صباح أمس لتقديم مطالبهم إلى الرئيس مرسى، بعدما وعد أنه سيتلقى الطلبات فى هذا المكان. وأمام الباب الجانبى للقصر الرئاسى، تجمع عشرات ليقدموا طلباتهم، أمامهم البيريهات الزرقاء للحرس الجمهورى، قبل أن يسجلوا أسماءهم، ويأخذ كل منهم دوره، ولأن بعضهم انتظر حتى ساعة متأخرة من الصباح ولم يأت دوره، كسر كثيرون الدور لتقديم الطلبات. أبرز المطالب كانت الإفراج عن المدنيين الذين حكم عليهم من القضاء العسكرى، أو الذين سجنوا ظلما فى عهد الرئيس المخلوع، حسنى مبارك، وضباط 8 أبريل الذين شاركوا فى اعتصام التحرير العام الماضى، بالإضافة إلى مواطنين آخرين تقدموا بطلبات للعلاج المجانى، وغيره. على الرصيف المقابل، وقف عشرات من العاملين بشركات رجل الأعمال محمد أبوالعينين، حاملين لافتات تطالب الرئيس بالتدخل لحل أزمتهم التى لم تستطع حكومة الجنزورى حلها، بحسب أحد العاملين الذى أكد أنهم لم يحصلوا على أرباحهم منذ ثلاثة شهور فضلا عن امتناع أبو العينين عن صرف راتب شهر يونيو. ولم يمض على تولى الرئيس منصبه رسميا أكثر من 72 ساعة، لتحمل جدران القصر مطالب كتبها المحتجون والمتظاهرون بالخط الأحمر، تطالب مرسى شخصيا بالإفراج عن المعتقلين، والدعوة لبدء صفحة جديدة معهم، وقال أحد المحتجين أمام القصر إن مستشارى الرئاسة تلقوا نحو 120 طلبا من المواطنين، ووعدوا بحلها. وظل المحتشدون يهتفون من آن لآخر «الله أكبر، لا إله إلا الله، بنحبك يا مرسى»، وقال أحد المتظاهرين ل«الشروق»: إن أحد المستشارين وعدهم بأن الرئيس سيلتقى وفدا منهم. قصص متشابهة حملتها سيدات وقفن أمام القصر الجمهورى للشكوى من حبس عائل الأسرة بسبب قضايا ملفقة من قبل ضباط الشرطة دون وجه حق، وقالت أم محمد أم ل3 أطفال فى العقد الرابع من عمرها إن زوجها أحمد أبوضيف قبض عليه ظلما، ولفقت له قضية «تجارة فى البودرة» بسبب شجاره مع أحد الضباط أمام الجيران»، مطالبة مرسى بالإفراج عنه لتجد من يساعدها فى تربية الأبناء، وهو نفس الأمر الذى جاءت به نادية محمد والدة العريف بالقوات المسلحة محمد،التى قالت إن ابنها قبض عليه بنفس التهمة بعد أن شهد شهادة حق ضد أحد ضباط الشرطة منذ 10 سنين.