ندد رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر عبد اللطيف آل الشيخ بتصرف عناصر الهيئة فى قضية "فتاة المناكير" التى تحدت الشرطة الدينية فى السعودية رافضة الانصياع لأوامرها بالخروج من أحد المراكز التجارية قبل عشرة أيام. ونقلت الصحف السعودية الصادرة الاثنين عن آل الشيخ قوله لرؤساء الهيئات فى المحافظات التابعة لمنطقة الرياض: "ساءنى كثيرًا ما رأيته، فالموضوع تم تضخيمه واستغل استغلالاً سيئًا حتى سمع به القاصى والدانى". وأضاف أن "الإنسان إذا ابتلى بمجنون أو متهور يراد إيقاعه هل يكون كبش فداء؟ فالعالم وصل لصناعة الطائرات، ونحن نقول لامرأة اخرجى من السوق لأن فى أصابعك مناكير". وتابع: إن "تصرف عضو الهيئة ليس فى محله رغم تجاوز الفتاة. كان عليه نصحها وعدم مجاراتها فى الحديث ثم تركها عند عدم استجابتها، وعدم التصعيد". وكانت مواطنة سعودية رفضت طلب عناصر الهيئة الخروج من أحد مراكز التسوق فى الرياض بسبب استخدامها طلاء الأظافر، بحسب شريط يوتيوب شاهده أكثر من مليون ومائة وخسمين ألفًا. وقال رئيس دورية الهيئة للمرأة: "اخرجى من هنا هيا!" لكنها تصرخ بوجهه قائلة: "لن أخرج، سأبقى هنا، أريد معرفة ماذا تستطيع أن تفعل، سأقول لك من سيخرج من السوق. لا دخل لك إذا كنت أضع" طلاء على الأظافر. وأضافت المرأة بحدة: "لقد منعت الحكومة المطاردات. عملكم الآن هو توجيه النصح إلى الناس ليس أكثر". وكان آل الشيخ منع فى 21 أبريل الماضى "أى مطاردات لأشخاص سواء متهمين أو مخالفين". وهدد "من يخالف هذا التوجيه باتخاذ الإجراءات الحازمة". ويأتى القرار ضمن إجراءات اتخذها الرئيس الجديد للهيئة منذ تعيينه فى منصبه مطلع العام الحالى لإعادة هيكلة الجهاز. وتتولى الهيئة السهر على تطبيق الشريعة الإسلامية وتسيير دوريات لإغلاق المحلات خلال أوقات الصلاة ولرصد الخلوات غير الشرعية بين رجال ونساء. ويتأكد عناصرها المعروفون بالمطاوعة من عدم إقدام المرأة على قيادة السيارة واحترام ارتداء العباءة السوداء وتغطية الرأس، وحتى الوجه أحيانًا. وتمنع الهيئة أيضًا تنظيم حفلات موسيقية عامة ويعمد عناصرها فى بعض الأوقات إلى الكشف على هواتف الشباب الجوالة بحثًا عن رسائل أو صور يعتبرونها مخالفة للشريعة. لكن تعيين آل الشيخ لقى ترحيبًا فى الوسط الإعلامى حيث أكد معظمهم أنه "مؤشر على مزيد من الانفتاح" فى المملكة. إلى ذلك قال رئيس الهيئة إن "العضو الذى يظلم المواطنين أو يتصيد ويتعدى عليهم لا مكان له فى الهيئة، كما حذر من التعسف فى استخدام السلطة، ووصفه بأنه من "الجرائم"، واعتبر "الستر والرحمة" من أركان الاحتساب. واعتبر أن أى تصرف "أهوج" أو "أحمق" من عناصر الهيئة يؤثر سلبًا فى زملائه. وأضاف: "من قال إننا لا نخطئ فقد كذب، نحن لسنا ملائكة لكننا نحاول التصحيح، فالخطأ وارد". وأبدى استغرابه من أحد رجال الهيئة الذى يفتخر بأنه قبض على 15 امرأة فى يوم واحد، قائلاً: "هل معه باص يمسك الناس". وأكد أن "المس بالعقيدة أو التعرض للذات الإلهية أو الرسول، والابتزاز، والشعوذة، والمتاجرة بالبشر "القوادة"، والخروج على ولى الأمر، محاذير خمسة لا يمكن التسامح فيها".