أججت حوادث ناجمة عن اعتقال امرأة ترتدى النقاب فى بلدية مولينبيك ببروكسل الخميس الجدل السياسى قبل بضعة اشهر من الانتخابات المقرر إجراؤها فى أكتوبر فى بلجيكا. وانتقد فيليب مورو رئيس بلدية مولينبيك ونائب رئيس الحزب الاشتراكى البلجيكى المواقف المنتقدة الصادرة السبت عن وزير الخارجية ديدييه رايندرز أحد قادة الحزب الليبرالى،الذى ندد بفشل سياسات الاندماج التى نهجها اليسار. وأضاف "إنهم لا يفعلون ذلك من اجل الاندماج، ولكن لمجرد حسابات سياسية وانتخابية" معتبرا إنهم "اختاروا بوضوح خط ساركو (الرئيس الفرنسى السابق نيكولا ساركوزي)".وقال أنهم "رأوا أن مرشح اليمين فى فرنسا استرجع أصوات الناخبين من خلال تشديد خطابه حول الهجرة، لهذا اعتمد الحزب الليبرالى هذه الإستراتيجية ، ومن الواضح أن الأخلاق السياسية لا تهمه فى شىء، وهو مستعد لفعل كل شىء لتحقيق الفوز". ويتحالف الاشتراكيون والليبراليون مع الحزب الديمقراطى المسيحى فى الحكومة الائتلافية التى يقودها لاشتراكى إليو روبو. وقرر فيليب مورو الجمعة حظرا مؤقتا للتجمعات التى تزيد عن خمسة اشخاص داخل بلديته مولينبيك، بعد اشتباكات الخميس تلت اعتقال امرأة ترتدى النقاب.وطلبت وزيرة الداخلية جويل ميلكيت إجراء تحقيق شامل فى الوقائع التى تسببت فى الحادث. وندد جمال اقصبان، النائب الاشتراكى فى بروكسل، والذى وقع ضحية خطأ للشرطة خلال المواجهات ب"الاستفزازات من الجانبين" فى مقابلة نشرت السبت فى صحيفة لو سوار.وزار اقصبان الخميس مكان المواجهات فى محاولة لتهدئة النفوس والتنديد بمجموعة إسلامية متشددة صغيرة مقرها انتويرب (شمال) تدعى الشريعة لأجل بلجيكا، ومتهمة بتأجيج التوترات.كما ندد أيضا بوحشية الشرطة الفدرالية فى مولينبيك بعد تعرضه للضرب من قبل العديد من عناصرها، وتقدم بشكوى ضدها. وشرح اقصبان أن "اعتقال المرأة تم فى جيت (على الحدود المشتركة) وبعد ذلك تم اقتيادها إلى مركز للشرطة فى مولينبيك، لأنها لم تقبل كشف وجهها إلا أمام امرأة مثلها".وأضاف أن "مجموعات مرتبطة بجماعة الشريعة لأجل بلجيكا حلت بعين المكان وأججت الحاضرين من خلال نشر إشاعة تعرض المرأة للاغتصاب ". وتمردت المرأة البلجيكية التى اعتنقت الإسلام، داخل مقر الشرطة، وقالت الجمعة خلال مؤتمر صحافى عقدته جماعة الشريعة لأجل بلجيكا إنها وجهت ضربة برأسها إلى إحدى الشرطيات كسرت انفها واثنين من أسنانها، بحجة الدفاع عن نفسها. من جانبه استنكر المتحدث باسم الشريعة لأجل بلجيكا فؤاد بلقاسم، الحظر المفروض على ارتداء النقاب فى بلجيكا والتمييز ضد المسلمين. وقال فى تصريح نقله الإعلام انه "فى مركز الشرطة طلبوا منها إزالة النقاب لتفتشيها لكنها رفضت لأن ديننا يحرم إظهار جسدها للكفار " .وأضاف أن "الشرطيات استدعت ثلاثة من ضباط الشرطة الذين مزقوا نقابها وملابسها الداخلية".وقال بلقاسم خلال الندوة الصحافية "ليس لدينا ذرة احترام واحدة تجاهكم أيها الكفار، أو تجاه الطريقة التى تعيشون بها. ديننا وطريقتنا فى الحياة أسمى من دينكم وطريقتكم". وحظرت بلجيكا ارتداء النقاب أو البرقع فى الأماكن العامة فى يوليو 2011، ويتم معاقبة المخالفين لهذا القرار بسبعة أيام سجنا أو غرامة قدرها 137,5 يورو. ووفقا للمعطيات التى قدمها أمن الدولة، فإن اقل من 200 امرأة ترتدى النقاب فى بلجيكا.