كشفت صحيفة «لوس انجيليس تايمز» الجمعة عن أن مكتب التحقيقات الفيدرالية الأميركية كان قد أعد تقريرا في عام 1991 عن ستيف جوبز عندما كان سيتم تعيينه كمستشار للمجلس الرئاسي للصادرات خلال ولاية الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الأب. وذكرت الصحيفة الأميركية في تقرير لها أن ملف مكتب التحقيقات الفيدرالي أظهر جوبز (المعروف بملك التكنولوجيا) شخصية مشكوك فيها أخلاقيا ويستخدم المخدارت غير المشروعة، كما أنه تخلى عن طفل له ولديه رغبة في تشويه الحقيقة. ورأت لوس انجيليس تايمز أن المعلومات الواردة في الملف (المؤلف من 191 صفحة) هي تأكيدات عن تعاطي جوبز للماريغوانا وعقاقير الهلوسة، كما كانت لديه علاقة متوترة مع صديقته في المدرسة الثانوية والتي أنجب منها طفلا خارج إطار الزواج، وتظهر كذلك أنه تلقى تهديدا بتفجيره بقنبلة في عام 1985. وأوضحت الصحيفة أن الكثير من المعلومات متعلقة بفترة شباب جوبز، وتشير إلى أن تعاملاته التجارية وشخصيته المضطربة كانت معروفة على نطاق واسع لسنوات، وقد تجدد الاهتمام بها بعد أن تم نشر سيرة طويلة لجوبز بعد وفاته في شهر أكتوبر الماضي. لكن في مقابلات مع عشرات من الأصدقاء الحاليين والسابقين والجيران والموظفين والزملاء، فقد جمع مكتب التحقيقات الفيدرالي كنزا من الآراء المتأنية عن جوبز، والذي يعتبر أحد الشخصيات الأكثر سرية في مجال الأعمال التجارية في أميركا. ووفق معارف جوبز فإنه كان أحد رجال الأعمال الرائعين والمرشح الأفضل لهذا المنصب ولكن لم يشيد به جميعهم على حد سواء، فقد قال أحدهم، وهو على ما يبدو زميل سابق له في شركة «آبل»، إن جوبز سيحرف الحقيقة من أجل تحقيق الهدف الذي وضعه لنفسه مهما كان وأنه شخص مخادع. وقالت امرأة إن جوبز كان شخصا خياليا وجذابا وكان في الوقت ذاته سطحيا قاسيا على الناس في علاقاته الشخصية، مضيفة أن النرجسية والسطحية من سمات جوبز. ونقلت صحيفة لوس انجيليس تايمز عن تقرير المكتب الفيدرالي الأميركي أن ستيف جوبز كان له علاقة متوترة مع صديقته في المدرسة الثانوية كريسان برينان، والتي هي أم أول ابنة له ليزا بيرنان، وأن جوبز تخلى فعليا عن ابنته. ومع ذلك، فقد اتفق العديد خلال مقابلاتهم مع مكتب التحقيقات الفيدرالية على أن جوبز شخص ذكي ولديه طاقة لا حدود لها ويألف رجال الأعمال في مجال التكنولوجيا الأمر الذي من شأنه أن يجعل منه أحد المستشارين التجاريين الممتازين، كما أشار اثنين من الأشخاص إلى أن جوبز قوي الإرادة، عنيد، ويتميز بالعمل الدؤوب، والقيادة، والتي يعتقد أنها السبب في إنه كان ناجحا للغاية». وتضمن التقرير بعض التفاصيل عن تهديد باستهداف جوبز بقنبلة خلال عام 1985، حيث أجرى شخص اتصالا به عبر هاتف عمومي في مطار سان فرانسيسكو وادعى أنه وضع أربع قنابل في منازل جوبز وآخرين وطالب بالحصول على مليون دولار. غير أن التحقيق لم يكشف عن وجود قنابل ولم يحدد أي مشتبه به في الواقعة.