أكد مصدر أمني رفيع المستوى أن "قوات الجيش التونسي مدعومة بالشرطة والحرس الوطني بصدد تفكيك ما تبقى من عناصر الأمن الرئاسي المارقة عن القانون، "الموالية للرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي (74 عاما)، الذي فر يوم الجمعة الماضي إلى السعودية، هاربا من ثورة شعبية عارمة طالبت برحيله. وقال المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه، إن هذه العناصر التي لم يحدّد عددها "تتنقل على متن سيارات، بعضها مسروق (سيارات إسعاف وأجرة وسيارات مواطنين وشركات)، وسيارات دون لوحات معدنية، وأخرى بلوحات معدنية زرقاء"، مشيرا إلى أن قوات الجيش والشرطة والحرس "اعتقلت سائقي هذه السيارات ومرافقيهم، وصادرت ما كانت بحوزتهم من أسلحة نارية". وذكر أن "أفراد العصابة قتلوا مواطنين (لم يحدّد عددهم)، لما عمدوا إلى السير بسرعة كبيرة بسياراتهم في بعض شوارع العاصمة، فاتحين النار عشوائيا لإثارة الهلع بين الناس". ولفت إلى أن قوات الجيش والشرطة والحرس بمختلف أنحاء البلاد "لديها تعليمات بتفتيش كل السيارات المشبوهة"، ملاحظا أن "عصابات الأمن الرئاسي تلجأ إلى تغيير السيارات التي تركبها باستمرار". وقال إن عناصر أمن الرئيس الهارب حاولت الفرار عبر الحدود إلى كل من ليبيا والجزائر المجاورتين، لكن قوات الجيش والشرطة والحرس وسكان المناطق الحدودية "قطعوا عليهم طريق الهرب، واعتقلوهم وصادروا الأسلحة التي كانت بحوزتهم وسلموها الجيش". وقال، إن "بعضا من هذه العناصر دخلوا أحيانا في مواجهات غير متكافئة بتبادل إطلاق نار مع الجيش، الذي أحكم السيطرة عليهم واعتقلهم، وصادر أسلحتهم، وأن بعضهم هربوا بسياراتهم إلى جبال وغابات أو إلى داخل المدن، فتمت مطاردتهم، وأن بعضا آخر سلموا أنفسهم بعد أن حوصروا، ونفدت ذخيرتهم ووقود سياراتهم". وأكد أن الجيش داهم بعض المنازل والمقار وسط العاصمة تونس تحصن داخلها عناصر من هذه "العصابة"، حيث قام باعتقالهم ومصادرة كميات من "السلاح والقنابل اليدوية". وأعلنت وكالة الأنباء التونسية في وقت سابق، اليوم الأحد، أن النيابة العامة لدى المحكمة الابتدائية بتونس فتحت تحقيقا ضد علي السرياطي، المدير العام السابق للأمن الرئاسي، ومجموعة من مساعديه بتهم "التآمر على أمن الدولة الداخلي، وارتكاب الاعتداء المقصود منه حمل السكان على مهاجمة بعضهم بعضا بالسلاح، وإثارة الهرج والقتل والسلب بالتراب التونسي، على معنى الفصول 68 و69 و72 من المجلة الجزائية" (الجنائية). وأضافت: "وللتذكير فإن شوارع العاصمة وضواحيها قد عرفت خلال الفترة الأخيرة تحركات مشبوهة لميليشيات، عملت على إثارة الهرج والقتل والسلب بالتراب التونسي، غاية التآمر على أمن الدولة الداخلي". وذكرت :"وقد بادر قاضي التحقيق المتعهد بعرض التهمة على المظنون فيهم وإصدار بطاقات إيداع ضدهم في انتظار استكمال بقية الإجراءات القانونية في القضية". وأكد تليفزيون "حنبعل" التونسي الخاص أنه "تمّ القبض على علي السرياطي رئيس العصابة". وتشير معلومات غير رسمية إلى أن الرئيس التونسي المخلوع كان محاطا بنحو 3000 من الأمن الشخصي. من ناحية أخرى، قال مصدر مطلع، إن فؤاد المبزّع (77 عاما)، الذي تسلم أمس السبت رئاسة تونس بشكل "مؤقت"، رفض أن يتولى حراسته عناصر من الأمن الشخصي للرئيس المخلوع، وطالب بأن يضطلع بهذه المهام الأمن الذي اعتاد مرافقة "الشخصيات الرسمية" من ضيوف تونس. من ناحية أخرى أفاد التليفزيون الحكومي التونسي، اليوم الأحد، أن قوات الأمن التونسية خاضت معركة بالأسلحة النارية ضد مسلحين على أسطح منازل بالقرب من مقر البنك المركزي في العاصمة التونسية. وقال مراسل التليفزيون من موقع الاشتباكات نقلا عن مصادر في الجيش والشرطة، إن قوات الأمن قتلت المسلحين.