استضاف كرسي الدكتور عبد العزيز المانع لدراسات اللغة العربية وآدابها ، سعادة الدكتور علي آل شريدة رئيس قسم اللغة والثقافة والمتخصص في اللسانيات التطبيقية في معهد اللغة العربية بجامعة الملك سعود في محاضرة علمية تحدث فيها الدكتور علي عن أبعاد النظرية الثقافية الاجتماعية وأثرها في مجال تعليم اللغة ، وبخاصة تعليم اللغة الثانية ، والإمكانات التي يوفرها هذا المجال المعرفي الجديد في حل بعض مشكلات تعليم العربية ، وقد أقيمت المحاضرة يوم الثلاثاء 25/11/1431ه في قاعة مجلس قسم اللغة العربية بكلية الآداب ، وقد شارك في إثراء النقاش والمداخلات نخبة من أساتذة قسم اللغة العربية . ملخص المحاضرة يجد المستعرض للنظريات الشائعة في علم اللغة التطبيقي كالنظرية السلوكية أو التوليدية التحويلية أن هذه النظريات كانت في حقول أخرى غير حقل اللغة التطبيقي ثم استُعيرت من قبل باحثي اللغة التطبيقيين لتطبيقها على اكتساب اللغة الثانية. وفي بداية العقد الثامن من القرن الماضي، بدأ المتخصصون في اللغويات التطبيقية (كراشن، 1981؛ لونج، 1981، 1996؛ سوين، 1985) في إنتاج نظريات خاصة بتعليم اللغة الثانية، تبنوا فيها المنهج الذهني في اكتساب اللغة الثانية. ولم يتطرق الباحثون في اللغويات التطبيقية إلى الجانب الاجتماعي في اكتساب اللغة الثانية حتى جاءت النظرية الثقافية الاجتماعية للعالِم الروسي فيجوتسكي (1986) وطرحت اللغة كظاهرة اجتماعية بالدرجة الأولى وكالوسيلة الأهم ليس في إنتاج المعرفة وحسب وإنما في نقلها بين أفراد المجتمعات. وتساعد أجزاء هذه النظرية (الوسائلية mediation ، المشاركة الفعالة activity theory، مساحة التطور التقريبي zone of proximal development، المساندة scaffolding) في فهم أعمق لعملية الإنتاج المعرفي ونقل الخبرات من الخبراء إلى المتعلمين في الحقول المعرفية كافة. وفي الوقت الذي قطع فيه باحثو اللغويات التطبيقية شوطا لا بأس به في تطبيق هذه النظرية على تعليم اللغة كلغة ثانية، خصوصا الإنحليزية، لا يزال المجال حديثا وخصبا للدراسات التي يمكنها أن تفيد من هذه النظرية في تعليم اللغة العربية كلغة ثانية. وعند النظر إلى تعليم النحو العربي القديم للناطقين الأصليين باللغة العربية، تظهر إشكالية خروج النحو العربي كظاهرة تتموضوع لناطقيه في الوقت المعاصر كظاهرة مكتسبة بين اللغتين، الأولى والثانية، يكتسبُ جزءٌ كبيرٌ منها في مرحلة لاحقة أثناء التعليم النظامي. ناقشت الورقة هذه الإشكالية وطرحت إمكانية اعتبار نظريات اكتساب اللغة الثانية في تعليم النحو العربي لأبناء اللغة العربية.