منعت الحكومة الألمانية أمس كل رحلات الركاب الجوية الآتية من اليمن من الهبوط في مطاراتها، في توسيع لقرار حظر رحلات الشحن، وذلك بعدما تبين أن أحد الطردين المفخخين اللذين أرسلا من اليمن الى الولاياتالمتحدة مرّ عبر مدينة كولونيا غرب ألمانيا. وقال ناطق باسم وزارة النقل الألمانية: «تملك سلطات الطيران أوامر برفض هبوط كل الطائرات المباشرة أو غير المباشرة الآتية من اليمن، ما يعني انه لن يسمح حالياً بأي رحلات من اليمن الى ألمانيا أو فوق أراضيها». وكانت شركتا «يو بي أس» و «فيديكس» الأميركيتان للبريد السريع اللتان نقلتا الطردين المفخخين، علقتا شحن البريد المرسل من اليمن. وفي اليمن، أعلنت اللجنة الوطنية لأمن الطيران المدني تطبيق «أساليب تفتيش غير اعتيادية» على الشحنات الخارجة من مطاراتها، «في ضوء تطور أساليب التنظيمات الإرهابية». وقالت اللجنة التي يرأسها وزير النقل خالد إبراهيم الوزير: «اتخذنا ضوابط وإجراءات إضافية في المطارات اليمنية، وقررنا تطبيق نظام اعتماد وكلاء الشحن الجوي لضمان ربط منح التراخيص لهم بتوافر الشروط الدولية واستمرار الرقابة الدورية عليهم. لكن الطردين المفخخين اللذين عثر عليهما في دبي وبريطانيا اكتشفا استناداً الى معلومات استخباراتية عالية المستوى وكان يصعب ضبطهما بوسائل معتادة». وأقرّت اللجنة أيضاً تشكيل وحدة أمنية متخصصة بأمن المطارات تتولى تدريب وتأهيل الموظفين، «ما يكفل تعزيز إجراءات حماية المطارات من أي أفعال تخريبية أو إرهابية». وأكدت اللجنة أهمية استمرار تدفق تبادل المعلومات الاستخباراتية بين الأجهزة المختصة في كل الدول المعنية لضمان مكافحة الإرهاب في شكل فاعل وسريع». وذكرت اللجنة بأن منظمة الطيران المدني الدولي (ايكاو) منحت اليمن مطلع العام الحالي شهادة تؤكد تطابق الإجراءات المتبعة في المطارات اليمنية مع الإجراءات الدولية لسلامة الطيران والمسافرين. وتواصل السلطات اليمنية تعقب المتورطين بإرسال الطردين المفخخين، لكنها أفرجت أول من أمس عن الطالبة في قسم علوم الكومبيوتر حنان محمد السماوي التي كانت اعتقلتها السبت الماضي للاشتباه بالتورط في القضية، وأيضاً عن عدد غير محدد من الموظفين في شركات نقل جوي وفي قسم الشحن بمطار صنعاء الدولي كانوا اعتقلوا في اليومين الماضيين. وشكرت السماوي بعد إطلاقها زملاءها الطلاب الذين تظاهروا للمطالبة بالإفراج عنها، والذي حصل بعدما أبلغت المحققين أنها وقعت ضحية لانتحال شخصية. وشاركت حنان برفقة والدها في مسيرة نظمت أمس في حرم جامعة صنعاء، حيث احتضنتها طالبات ونثرن الزهور عليها. الى ذلك، وزعت الشرطة اليمنية صوراً للسعودي الهارب إبراهيم حسن العسيري الذي يقول مسؤولون أميركيون انه مشبوه رئيسي في مؤامرة الطرود المفخخة، وتعتقد بأنه يعمل مع جناح تنظيم «القاعدة» في جزيرة العرب الذي يتخذ من اليمن مقراً له. والعسيري الذي يتصدر لائحة الإرهابيين المطلوبين في السعودية هو شقيق مفجر انتحاري قتل في محاولة نفذت العام الماضي لاغتيال الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية في السعودية، والمسؤول الأول عن مكافحة الإرهاب في المملكة. وفي الولاياتالمتحدة، أشاد مستشار الرئيس الأميركي باراك أوباما لمكافحة الإرهاب جون برينان بالدور الذي اضطلعت به الإمارات في إحباط محاولة الاعتداء بالطرود المفخخة من خلال تصرفها «ببراعة وفي الوقت المناسب». وأكد أن الرئيس الأميركي باراك أوباما يقدر «التعاون الممتاز بين البلدين في مجالي مكافحة الإرهاب والأمن»، معلناً انه «لا يوجد أي مؤشر على وجود طرود مفخخة أخرى قيد التداول».