دشن معالي رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الدكتور محمد بن ابراهيم السويل اليوم أعمال ورشة العمل الدولية لتقنيات البرمجيات الحرة المفتوحة المصدر بحضور خبراء ومختصين دوليين من شركات عالمية متخصصة في هذا المجال . وأكد معالي الدكتور محمد السويل الدور الكبير الذي تلعبه البرمجيات بمصادرها المفتوحة في مجال تقنية المعلومات الذي بدوره أصبح يشكل محركاً أساسياً للإنتاج والنمو الاقتصادي وأداة لنشر المعرفة، مشيراً إلى أن اهتمام المملكة بهذا الجانب يأتي في سياق جهودها للانتقال من اقتصاد قائم على الموارد الطبيعية إلى اقتصاد يحركه الابتكار والصناعات القائمة على المعرفة . وبين معاليه أن إطلاق المدينة لبرنامج دعم البرمجيات مفتوحة المصدر جاء مكملاً لجهودها المستمرة في البحث والتطوير في مجال تقنية المعلومات، ودعمها لهذه البرمجيات من خلال منتجات داعمة للغة العربية والبيئة المحلية وبرامج توعوية وتدريبية على البيئات المفتوحة المصدر . وفي مستهل الورشة قدم الدكتور عبدالرحمن العريفي الباحث في معهد بحوث الحاسب بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية عرضاَ لمشروع تقنيات البرمجيات الحرة المفتوحة المصدر كأحد برامج المعهد التي حظيت بدعم واهتمام من المدينة بمشاركة برنامج الاممالمتحدة الإنمائي حيث يوفر و ييسر العديد من الفعاليات والأنشطة المختلفة التي تسهم في دعم البرمجيات المفتوحة المصدر . عقب ذلك انطلقت فعاليات الورشة التي تضمنت في يومها الأول ثلاث جلسات رئيسة شملت تقديم سبع محاضرات، حيث تم خلال الجلسة الأولى التي رأسها الدكتور عبدالرحمن الجظعي طرح ورقتي عمل قدمت الأولى منها تساؤلاً عن معايير المستند المفتوح لماذا هي إلزامية وليست اختيارية، حيث طالب المحاضر الدكتور نجرجيان رئيس مؤسسة البرمجيات الحرة بالهند بايجاد سياسات عالمية لجميع الوثائق الرقمية التي يجب ترميزها باستخدام معايير مفتوحة، منعاً لاستئثار بعض شركات البرمجيات المغلقة بالمعارف المتراكمة، وهو أمر يعد جريمة ضد العدالة الاجتماعية . وعرضت المحاضرة الثانية التي قدمها الدكتور سونيل أبراهام الرئيس التنفيذي لمركز وسياسات الإنترنت بالهند التجربة الهندية في مجال عالم البرمجيات والمعايير المفتوحة، مع مقارنتها مع دول أخرى نامية في مراحل مختلفة من اعتماد تلك البرمجيات، حيث ركز الدكتور ابراهام على القوانين والسياسات المختلفة والتي تعتبر أساسية لتعزيز النمو في عالم البرمجيات والمعايير المفتوحة، كما أكد على أهمية وجود سياسة وطنية لتقنية المعلومات . وفي الجلسة الثانية التي رأسها الدكتور محسن العبادي تحدث الدكتور ديرك ريهال أستاذ علم البرمجيات المفتوحة المصدر بجامعة إرلانغن، في ألمانيا عن الأبعاد المختلفة لاقتصاديات البرامج المفتوحة المصدر، مركزاً في حديثه على نموذج واحد، مع توضيح العمليات التجارية ووظائف العمل، مشيراً إلى إمكانية استخدام برمجيات المصدر المفتوح كإستراتيجية أعمال لكسب أسواق جديدة أو موجودة. وناقشت المحاضرة الثانية التي قدمها الدكتور ديفد ويلر الخبير في علم البرمجيات الحرة وأمن المعلومات بالولايات المتحدةالأمريكية قضية أمن المعلومات للبرمجيات ذات المصدر المفتوح وما إذا كان البرنامج مفتوح المصدر هو أكثر أو أقل أمناً عند اختيار البرامج لاستخدامها، مع شرح لكيفية تطوير برمجيات آمنة مفتوحة المصدر، كما أشار إلى وجوب توضيح أهمية البرمجيات المفتوحة المصدر لدعم البحث في مجال أمن المعلومات. وقدمت الجلسة الثالثة والأخيرة التي رأسها الدكتور سليمان المرداد ثلاث محاضرات ناقشت في مجملها مبادرات المصدر المفتوح الدولية حيث بحثت المحاضرة الأولى التي قدمها الدكتور أنس طويلة نائب رئيس Meedan.net التحديات التي تواجه نمو وتطور تقنيات البرمجيات الحرة والمفتوحة المصدر في المنطقة، وعرض العناصر الناقصة واللازمة لإنشاء وتعزيز بيئة مواتية لتطوير تقنية البرمجيات الحرة، كما تطرق المحاضر إلى عرض موجز عن الفرص الكبيرة التي تنشأ عن استخدام هذه التقنيات في قطاعات مختلفة، وفرص الحلول المبتكرة التي تلبي الاحتياجات والمتطلبات في المنطقة . وبحثت المحاضرة الثانية في هذه الجلسة بعض جوانب النظم الاقتصادية للبرمجيات المفتوحة المصدر، والظروف والجهود المطلوبة لبنائها والمحافظة عليها، كما استعرض المحاضر الدكتور كريشنان مدير مركز البحوث أي يو كية بي سي في جامعة آنا تشيناي بالهند عمل المركز الوطني لبرامج المفتوحة المصدر في الهند، الذي هو عبارة عن مبادرة متعددة المؤسسات ممولة من قبل الحكومة الهندية ووزارة تقنية المعلومات. وقدمت المحاضرة الأخيرة للدكتور إسلام رفيع من شركة صن مايكروسيستمز بجنوب أفريقيا نبذة مفصلة لمسار وضع سياسات البرمجيات ذات المصدر المفتوح في حكومة جنوب إفريقيا والتحديات والفرص التي واجهتها، إضافة إلى عرض لسياسات البرمجيات ذات المصدر المفتوح والتحديات التي لازالت تواجهها بعد وضعها. وتستأنف يوم غد الأحد فعاليات ورشة العمل في يومها الثاني حيث تنعقد ثلاث جلسات عمل تستعرض بعض التطبيقات للمصدر المفتوح في المجالات الطبية والتعليمية والاقتصادية فضلاً عن حلقة نقاش موسعة تجمع المتحدثين بالحضور .