طالبت لجنة الرقابة الدائمة على المخابرات البلجيكية، بإعادة التحقيقات في 6 جرائم اغتيال وعمليات إرهابية ارتكبها المغربي عبد القادر بلعيريج تغاضى عنها جهاز الاستخبارات البلجيكية، منها قتل مسؤول الخزانة بالسفارة السعودية سمير رسول (24 سنة) في 20 يونيو عام 1989. وكشفت اللجنة المعروفة باسم "كومتيى 1" في تقرير ستقدمه اليوم إلى البرلمان البلجيكي أن الاستخبارات كانت على علم بقيام عضو الاستخبارات السابق المتهم بالإرهاب في المغرب بلعيريج، بالاتجار في السلاح وتهريبه من بلجيكا إلى دول أخرى بجانب صلته بعناصر إرهابية متطرفة، وأن هناك شبهة تغاض من قبل الجهاز عن اتصالات وتحركات بلعيريج مقابل إمدادهم بمعلومات حول تحركات إسلاميين مشتبه بهم بالإرهاب والتعاون معهم في هذا الإطار. وتساءلت اللجنة حول مدى علم الاستخبارات بتورط بلعيريج في ارتكاب 6 اغتيالات سياسية ببلجيكا، هي قتل راؤول سخوب (65 سنة) في 23 يوليو 1988 اعتقادا من القاتل أنه يهودي، ومارسيل بيلل (53 سنة) في أغسطس من العام ذاته لأنه كان مثيلي الجنس، وعبد الله الأحدل (36 سنة) إمام مسجد في بروكسل في 29 مارس 1989 بسبب إدانته لفتوى إهدار دم الكاتب سلمان رشدي صاحب كتاب آيات شيطانية، كما قتل مسؤول مكتبة المسجد سالم بحيري 48 سنة في اليوم ذاته. وقتل بلعيريج أيضا مسؤول الخزينة بالسفارة السعودية لدى بروكسل سمير رسول (24 سنة) في 20 يونيو انتقاما من رد فعل السعودية الهادئ على كتاب آيات شيطانية، وكذلك قتل جوزيف وايبرن رئيس مؤسسة يهودية ببروكسل (49 سنة) في 3 أكتوبر 1989 لأنه يهودي. وقد ارتكبت جميع الاغتيالات بمسدس واحد عيار 7.65، وبطريقة واحدة تقريبا بإطلاق الرصاص على الرأس. وطالب التقرير جهاز الاستخبارات بتقديم إجابات حول معرفته بتلك المعلومات، وفتح التحقيقات في الجرائم الست لتحديد موقف بلعيريج منها. وكان بلعيريج قد ألقي القبض عليه في المغرب في فبراير الماضي، ووجهت له السلطات هناك تهمة تزعم شبكة إرهابية. وكشفت المعلومات البلجيكية أنه كان عضوا للاستخبارات ببلجيكا، وكان يتقاضى راتبا ثابتا منها لمدة 3 سنوات. وسافرت لجنة تحقيقات بلجيكية إلى الرباط في نهاية فبراير الماضي للحصول على معلومات حول بلعيريج، فيما تم تكليف اللجنة سالفة الذكر بعمل تقرير حول أداء الاستخبارات وأسلوب تعاملها مع بلعيريج.