ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن التعصب والكراهية وجدت موطأ قدم في السويد التي تعتبر أرض التسامح، بعد الهجمات التي استهدفت مساجد في الدولة الأوروبية التي وصفتها الصحيفة بأنها أرض الباب المفتوح؛ نظرًا إلى ما تتمتع به من تعايش سلمي. وشهدت كبرى مدن السويد، الجمعة (2 يناير 2015) تظاهرات احتجاجية على خلفية اعتداءات متكررة على مساجد البلاد، كان آخرها الخميس (1 يناير 2015) عندما ألقى مجهولون زجاجات حارقة على مسجد شمال البلاد. وانطلقت التظاهرات في وقت واحد في ستوكهولم وجوتنبرج ومالمو بدعوة من قيادات الجالية الإسلامية في السويد. وكانت التظاهرة الرئيسية أمام البرلمان السويدي في العاصمة ستوكهولم بعد صلاة الجمعة، وشاركت فيها شخصيات سياسية وحزبية، وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها: "لا تقترب من مسجدي". وقالت الصحيفة إن الاعتداء الذي استهدف مركز الدعوة هو الأسوأ من بين 3 اعتداءات استهدفت المساجد خلال الأيام العشرة الماضية، مشيرةً إلى تنامي مشاعر العداء تجاه المهاجرين في أوروبا. وأضافت أن ذلك يحدث فيما وصل قاربان يحملان المئات من طالبي اللجوء إلى السواحل الإيطالية بعد أن هرب طاقمهما. ونقلت الصحيفة عن عبد الرحمن فرح أحد اللاجئين الصوماليين قوله: "تركنا وطننا كاللاجئين، ليس للبحث عن الغذاء أو المميزات، بل للبحث عن الأمان". وأضاف عبد الرحمن وهو إمام مسجد تعرض للاعتداء: "الآن هذا الشعور بالأمان قد تلاشى... نشعر أن المجتمع تحول ضدنا". وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أن موجة المهاجرين المتجهين إلى أوروبا قد تزايدت بسبب الحرب في سوريا والاضطرابات في الشرق الأوسط والقرن الإفريقي، مضيفةً أن المشكلات الاقتصادية والخوف من التطرف الإسلامي أشعل الغضب من المهاجرين الذي اتجه مباشرةً ضد المسلمين. ومن جانبه، قال وزير الثقافة الديمقراطية السويدي أليس باه، في تصريحات نقلتها "بي بي سي" الإنجليزية، إنه على الرغم من الاعتداءات التي تعرضت لها المساجد فإن السويد لا تزال "جنة المهاجرين". وأضاف الوزير خلال مشاركته في التظاهرات أن هذا الاعتراف هو بمنزلة "تطعيم" ضد التحيز. وأشار باه إلى أن الحكومة ستطلق حملة وطنية لمكافحة الإسلاموفوبيا.