يسدل الستار على عام 2014، لينتهي معه أعمق وأكبر خلاف تشهده دول مجلس التعاون الخليجي في تاريخه، استمر 8 أشهر و10 أيام. بدأ في 5 مارس الماضي بإعلان السعودية والإماراتوالبحرين سحب سفرائها من قطر، وانتهى في 16 نوفمبر الماضي بإعلان الدول الثلاث عودة سفرائها مجددا. وإذا كان عام 2014 بدأ بخلافات استمرت على مدار العام، فإنه انتهى بمصالحة شاملة ليست بين قطر والدول الخليج الثلاث فحسب، بل بين قطر ومصر أيضا، الذي كان موقف الدوحة منها أحد الأسباب الرئيسية لأزمة سحب السفراء. وفيما يلي أبرز المحطات التي شهدتها العلاقات الخليجية – الخليجية على مدار عام 2014 حسبما رصدته وكالة الأناضول التركية. 2فبراير : وزارة الخارجية الإماراتية تستدعي، فارس النعيمي سفير دولة قطربالإمارات وتسلمه مذكرة احتجاج رسمية على خلفية ما وصفته ب"تطاول" القرضاوي، على الإمارات خلال خطبة الجمعة في 24 يناير الماضي بالدوحة. وكان القرضاوي قد انتقد الإمارات، متهما إياها بإيواء المرشح الرئاسي الأسبق، أحمد شفيق الذي وصفه بأنه "من رجال (الرئيس الأسبق) حسني مبارك". وقال إن الإمارات "تقف ضد كل حكم إسلامي، وتعاقب أصحابه وتدخلهم السجون". 5 مارس : السعودية والإماراتوالبحرين، تعلن في بيان مشترك ، سحب سفرائها من قطر، في خطوة غير مسبوقة في تاريخ علاقات دول الخليج منذ تأسيس مجلس التعاون الخليجي عام 1981. وبرر البيان خطوة سحب السفراء بعدم التزام قطر بالاتفاق المبرم في 23 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، في العاصمةالسعودية الرياض، والذي يقضي ب"الالتزام بالمبادئ التي تكفل عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي من دول المجلس بشكل مباشر أو غير مباشر". وينص الاتفاق كذلك على "عدم دعم كل من يعمل على تهديد أمن واستقرار دول المجلس من منظمات أو أفراد سواءً عن طريق العمل الأمني المباشر أو عن طريق محاولة التأثير السياسي، وعدم دعم الإعلام المعادي". 5 مارس : قطر تعرب عن أسفها لسحب السعوديةوالإماراتوالبحرين سفرائها من الدوحة وتؤكد أنها لن ترد بالمثل، وتنفي اتهام تلك الدول بالتدخل في شئون الخليج، وأكدت أن موقفها جاء بسبب "اختلاف في المواقف حول قضايا واقعه خارج دول مجلس التعاون". 17 إبريل: اجتماع وزاري خليجي بالرياض، يعلن خلاله وزراء خارجية دول الخليج موافقة دولهم على آلية تنفيذ وثيقة الرياض، في إشارة إلى الاتفاق المبرم في 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2013. 3 مايو: اجتماع وزاري خليجي لمناقشة التقرير الأول الذي رفعته اللجنة المكلفة بمتابعة تنفيذ آلية اتفاق الرياض، تم الاتفاق خلاله على استمرار اللجنة في عملها " للحفاظ على أمن واستقرار دول المجلس". 24 مايو : اجتماع وزاري خليجي لمناقشة التقرير الثاني الذي رفعته اللجنة المكلفة بمتابعة تنفيذ آلية اتفاق الرياض، تم الاتفاق خلاله مجددا على استمرار لجنة متابعة تنفيذ آلية اتفاق الرياض 10 يوليو: وزارة الخارجية القطرية تعلن توقيف اثنين من مواطنيها في الإمارات منذ يوم الجمعة الموافق 27 يونيو 2014 ، دون ان أن يتم إبلاغها رسميا من قبل السلطات الإماراتية بما حدث لهم. جاء هذا بعد يوم من إعلان صحيفة "الخليج" الإماراتية إن الموقوفين القطريين في الإمارات هم "عناصر استخباراتية قطرية تعمل على أرض دولة الإمارات، ويتم التحقيق معها حالياً"، فيما أكدت الصحف القطرية أنه "تم اعتقال القطريين من دون ارتكابهم أي جرم". 22 يوليو: أمير قطر يقوم بزيارة للسعودية استمرت ساعات، والتقى خلالها الملك عبدالله بن عبد العزيز، حيث جرى "خلال اللقاء تناول القضايا الإقليمية والدولية الراهنة خاصة في ظل ما تشهده المنطقة من أحداث ومستجدات وفي مقدمتها تطورات الأوضاع في فلسطين، لاسيما قطاع غزة". وكان هذا اللقاء، الأول من نوعه بين الزعيمين منذ اللقاء الذي جمعهما في 23 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، في العاصمةالسعودية الرياض، بحضور أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، والذي وقع خلاله أمير قطر على اتفاق الرياض. 25-26 يوليو: جولة خليجية لولي ولي العهد السعودي، الأمير مقرن بن عبد العزيز، بعد 3 أيام من زيارة أمير قطر لجدة زار خلالها البحرينوالإماراتوالكويتوعمان، وكانت بمثابة أول جهد سعودي لحلحلة الأزمة الخليجية. 5 أغسطس: أمير قطر، يستقبل الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وزير الحرس الوطني السعودي، في أول زيارة من نوعها لمسئول سعودي لقطر، منذ أزمة سحب السفراء، وكانت مؤشر على بدء تقارب بينالسعودية وقطر بعد الأزمة. 6 أغسطس: البحرين تتهم قطر بتجنيس بعض مواطنيها دون مراعاة قوانينها ، وبما "ينعكس سلبا على أمن المملكة ومصالحها الوطنية العليا"، وهو الاتهام الذي أعربت قطر عن استغرابها منه في وقت لاحق. 13 أغسطس : وزراء خارجية الخليج يوقعون اتفاق لتسهيل تطبيق اتفاق الرياض خلال أسبوع، (ومر الأسبوع دون أن يحدث أي تطور بشأن حل الأزمة). 27 أغسطس : أمير قطر يستقبل وفدا سعوديا رفيع المستوى، ضم الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، والأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز رئيس الاستخبارات، والأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية، في زيارة هي الأولى من نوعها لوفد سعودي بهذا المستوى منذ إعلان السعودية والإماراتوالبحرين سحب سفرائهم من الدوحة، وفي اليوم التالي قام الوفد السعودي بزيارة البحرين ثم الإمارات، واعتبرت الزيارة ضمن جهود سعودية لحلحة أزمة سحب السفراء. 13 أكتوبر : ثان لقاء بين خادم الحرمين السعودي وأمير قطر خلال 3 شهور، جرى خلاله بحث أوجه التعاون بين البلدين إضافة إلى مجمل الأحداث والتطورات التي تشهدها الساحات الإسلامية والعربية والدولية . جاء اللقاء بعد زيارة قصيرة قام بها أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، إلى العاصمة الإماراتية أبو ظبي، التقى خلالها كلا من الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في زيارة كانت من بين جهود أمير الكويت لحل الأزمة الخليجية. 7 نوفمبر : جولة خليجية لأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ، زار خلالها الأمارات ثم قطر ثم البحرين، كانت ضمن جهود الديبلوماسية الكويتية لحل ازمة سحب السفراء. 10 نوفمبر : إرجاء وزاري خليجي بالدوحة كان من المقرر أن تستضيفه العاصمة القطريةالدوحة للتحضير للقمة الخليجية المرتقب أن تستضيفها قطر في ديسمبر/كانون أول. 16 نوفمبر : السعودية والإماراتوالبحرين تعلن أنها قررت "عودة سفرائها إلى دولة قطر"، بعد نحو 8 شهور من سحبهم ، وذلك بموجب اتفاق جديد تحت اسم "اتفاق الرياض التكميلي". جاء هذا في بيان مشترك صدر في ختام قمة خليجية شاركت فيها كل من السعودية وقطروالإماراتوالبحرينوالكويت، وغابت عنها سلطنة عمان، واستضافتها العاصمة السعوديةالرياض. 19 نوفمبر:خادم الحرمين السعودي يصدر بيانا يعلن فيه أن قادة السعودية والإماراتوقطروالبحرينوالكويت، أكدوا في اتفاق الرياض التكميلي، الذي تم التوصل إليه 16 نوفمبر ، وقوفهم جميعا إلى جانب مصر، وتطلعهم إلى بدء مرحلة جديدة من الإجماع والتوافق بين الأشقاء. 25 نوفمبر: اجتماع وزاري خليجي بالدوحة للتحضير لقمة مجلس التعاون، قال في أعقابه وزير خارجية قطر خالد العطية إن الخلافات الخليجية أصبحت من الماضي. 28 نوفمبر: الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي يجري أول زيارة له للدوحة منذ الأزمة الخليجية، يلتقى خلالها أمير قطر. 2 ديسمبر: سفير الإمارات صالح العامري، يصل قطر، بعد نحو أسبوعين من عودة سفيري السعوديةوالبحرين إلى قطر، إيذانا بانتهاء الأزمة على أرض الواقع. 9 ديسمبر: قمة خليجية بالدوحة يصدر في أعقابها بيانا ختامي يؤكد على دعم برنامج الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي. وجاء في البيان الختامي لقمة الدوحة، أن قادة دول الخليج أكدوا على موقفهم الثابت من "دعم مصر وبرنامج رئيسها عبد الفتاح السيسي المتمثل في خارطة الطريق"، مؤكدين "وقوفهم التام مع مصر حكومة وشعبا في كل ما يحقق استقرارها وازدهارها". وخارطة الطريق تم الإعلان عنها في 8 يوليو 2013 عقب الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي من منصبه بخمسة أيام، وتضمنت أيضا إعداد دستور جديد للبلاد (تم في يناير /كانون ثان الماضي)، وانتخابات رئاسية (تمت في يونيو الماضي)، والانتخابات البرلمانية لم يتم تحديد موعد لها. وأكد البيان "مساندة المجلس (قادة الخليج) الكاملة ووقوفه التام مع مصر حكومة وشعبا في كل ما يحقق استقرارها وازدهارها". 20 ديسمبر: الديوان الملكي السعودي يعلن أن قطر ومصر استجابتا لمبادرة الملك عبدالله بن عبد العزيز "للإصلاح" بينهما، و"توطيد العلاقات بينهما وتوحيد الكلمة وإزالة ما يدعو إلى إثارة النزاع والشقاق بينهما". جاء هذا في بيان أصدره الديوان الملكي السعودي بمناسبة استقبال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في القاهرة اليوم رئيس الديوان الملكي السكرتير الخاص للعاهل السعودي ومبعوثه في مهمة المصالحة خالد بن عبدالعزيز التويجري والشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني مساعد وزير الخارجية القطري مبعوث أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.