قال المفكر الإسلامي التركي محمد فتح الله كولن، إن الناخبين الأتراك داخل حركة الخدمة (حركة كولن)، دعموا حزب العدالة والتنمية الحاكم في مستهل مشواره السياسي، لكنهم اتخذوا لاحقًا موقفًا أكثر انتقادًا له بسبب التحول الذي طرأ على الحزب. وأكد كولن، في حوارٍ له مع صحيفة "سود دويتشه زايتونج" ثاني كبريات الصحف الألمانية، أن موقف أعضاء حركته جاء بعد حملة الاعتقالات التي تعرض لها مؤخرًا عدد كبير من الصحفيين العاملين في عدد من وسائل الإعلام التي تشرف عليها الخدمة. وتابع: "بعد التخلص من الوصاية العسكرية مباشرةً، تم تشكيل وصاية حزبية أسستها الحكومة مع إلغاء استقلالية القضاء؛ وذلك عقب ربط كل شيء بالجهاز التنفيذي، وإلغاء دور ومهام هيئات الرقابة. ونحن كما كنا نعارض الوصاية العسكرية في وقت من الأوقات، نقف اليوم أيضًا ضد الوصاية الحزبية، ولهذا السبب تم وصفنا بأننا خائنون". حوار الصحيفة الألمانية مع كولن سلّط الضوء على معاداة الديمقراطية التي تشهدها تركيا في الآونة الأخيرة، متطرقًا إلى ادعاءات الفساد المتورط فيها مسؤولون كبار من الحكومة، التي تكشفت وقائعها في 17 و25 ديسمبر العام الماضي. وتناول الحوار كذلك إلقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المسؤولية على كولن بسبب التحقيقات التي وصفها الأول بأنها محاولة للانقلاب على الحكومة والإطاحة بها، لافتًا إلى كلمة كولن التي قال فيها إن تركيا تشهد حالة من الاستقطاب على الصعيد الداخلي بسبب هذه القضايا، وتتعرض لعزلة وحالة من فقدان الاعتبار على الصعيد الخارجي. ووصفت الصحفية الألمانية "أردوغان" بأنه يبدو واثقًا بنفسه أكثر من أي وقت مضى، رغم مرور عام على ادعاءات أعمال الفساد؛ إذ إنه يقيم في قصر ضخم ويجعل القوانين أكثر صرامةً ويقدم الصحفيين الذين ينتقدونه ويعارضونه إلى القضاء. وتحدثت "سود دويتشه زايتونج" عن إصدار أردوغان قرارات بحظر موقعي "تويتر" و"يوتيوب"، مُرجِعةً السبب في ذلك إلى الحيلولة دون نشر التسجيلات الصوتية التي تفضحه وتكشف عن فضائح كثير من رجال حكومته. كما لفتت إلى أن الانتقادات الموجهة إلى كولن ليست جوهرية، مشيرةً إلى أن مؤسسات المجتمع المدني، مثل منظمة المراقبة على حقوق الإنسان، بجانب الاتحاد الأوروبي، انتقدوا أنقرة. وسلطت الضوء على الكلمات التي ذكرها الروائي التركي أورهان باموك الحاصل على جائزة نوبل قبل عدة أيام في الصحف التركية، وتذمره من جو الذعر والخوف الذي يعصف بالبلاد، قائلاً: "إن الأمر الأشد وطأةً هو الخوف. وأرى أن الجميع في حالة خوف وذعر.. وهذا أمرُ غير طبيعي".