كشفت وكالة أنباء "رويترز" نقلا عن مصادرها في اليمن توثيقًا لحجم المساعدات العسكرية والمالية التي قدمتها إيران للحوثيين في اليمن، قبل وبعد السيطرة على العاصمة صنعاء، مؤكدة أن "الأسلحة ما زالت تأتي بحرًا، ويأتي المال عبر تحويلات، كما تأتي أكياس المال أيضًا عبر المطار". وقال مسؤولون يمنيون وإيرانيون، الاثنين (15 ديسمبر 2014)، إن طهران زودت الحوثيين الذين سيطروا على العاصمة اليمنية صنعاء في سبتمبر بأسلحة ومال وتدريب. وكشف مسؤول أمني يمني كبير، أن طهران دعمت بثبات الحوثيين الذين قاتلوا الحكومة المركزية منذ عام 2004 من معقلهم الشمالي صعدة. وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه: "قبل دخول صنعاء بدأت إيران ترسل أسلحة هنا، وقدمت الكثير من العون بالمال عبر زيارات في الخارج".موضحا أن إيران رأت أن الانتصار سيكون سريعًا في اليمن، على عكس الوضع في العراق وسوريا، ودون تكلفة كبيرة. من جهته بين مصدر غربي مطلع على الوضع في اليمن، إن الحوثيين يحصلون على تدريب ومال.وقال: "هذا يحدث منذ أكثر من عام. سافر حوثيون إلى إيرانولبنان للتدريب عسكريًّا". وتابع: "نعتقد أن هناك مالا، وبعضه يُحوّل عبر حزب الله، وتصل أكياس المال إلى المطار. عدد من يحضرون للتدريب كافٍ بالنسبة لنا لكي نشعر بالقلق إزاء هذا الأمر". وذكر المسؤول الأمني اليمني "أن المقاتلين الحوثيين تلقوا تدريبات على يد حزب الله في لبنان". وكشف مسؤول إيراني كبير، عن أن فيلق القدس التابع للحرس الثوري لديه "بضع مئات" من العسكريين في اليمن الذين يدربون المقاتلين الحوثيين. وقال إن نحو مائة حوثي سافروا إلى إيران هذا العام للتدريب في قاعدة الحرس الثوري قرب مدينة قم. وأكد أن هناك نحو عشرة مستشارين عسكريين إيرانيين في اليمن، وإن وتيرة الأموال والأسلحة التي تصل للحوثيين زادت منذ سيطرتهم على صنعاء. وأضاف: "كل شيء يتعلق بميزان القوى في المنطقة. إيران تريد تواجدًا شيعيًّا قويًّا في المنطقة ولهذا تدخلت في اليمن أيضًا". ونفى صلاح عبد الصمد المستشار الحوثي الكبير للرئيس اليمني، أن تكون إيران قدمت أسلحة، ولكنه قال إن الدعم الإيراني جزء من رؤية مشتركة بمواجهة المشروع الأمريكي. وتُشير السلطات اليمنية إلى السفينة (جيهان 1) كدليل على الدعم الإيراني. حيث سيطرت اليمن على السفينة عام 2013 لتهريبها أسلحة من إيران إلى مسلحين محليين. وعرض المسؤول اليمني محتويات من الشحنة، بينها صواريخ كاتيوشا إم 122، وصواريخ سطح جو، وقذائف صاروخية، ونظارات للرؤية الليلية إيرانية الصنع، و"أنظمة مدفعية تتعقب أهدافًا برية وبحرية على بعد 40 كم".مضيفا:"كانت هناك أيضًا كواتم للصوت، و2.66 طن من المتفجرات وذخيرة وأعيرة نارية. وبعد أيام من السيطرة على السفينة، حاصر مسلحون حوثيون مقر الأمن الوطني، وطالبوا بالإفراج عن ثمانية من أفراد طاقم السفينة اليمنيين المحتجزين.وأُطلق سراحهم مع اثنين يُشتبه في أنهم من أعضاء حزب الله سُجِنَا لسعيهما إلى تدريب حوثيين عسكريًّا. ونفت إيران أي صلة لها بالأسلحة التي عثر عليها على متن السفينة (جيهان 1).