المؤل أكدت استشارية أمراض أورام النساء الدكتورة نجلاء المري، أن سرطان عنق الرحم يحتل مرتبة متقدمة بين أمراض السرطان الأكثر شيوعًا لدى النساء في المملكة، لكن يتميز هذا السرطان بظهور فترة ما قبل الإصابة بالسرطان؛ حيث يمكن أن يتم الكشف عن المرض، وعلاجه بسهولة في المرحلة الأولى. وأشارت الدكتورة المري، في مؤتمر صحفي عقد الخميس الماضي، في مستشفى الحبيب، إلى أن نحو 152 دولة تطبق إلزامية أخذ اللقاح على الإناث، في حين أن هناك 52 تطبق إلزامية التطعيم على الذكور والإناث للحد من ارتفاع حالات السرطان، مشددة على أن الدراسات أثبتت أن التطعيم يمكن أن يخفض عدد الحالات المرضية بنسبة 70% (7 من كل 10 حالات). وانتقدت في هذا الإطار تباطؤ وزارة الصحة في إقرار إلزامية التطعيم ضد الفيروسات المسببة، وتلكؤها وعدم اعترافها بانتشار المرض، مشيرة إلى أن معدل انتشار سرطان عنق الرحم في المملكة 3.2 لكل ألف حالة؛ حيث تعتبر النسب ضئيلة في ظل عدم وجود سجل وطني للحالات، لافتة إلى أن دراسة أجريت في 3 مستشفيات حكومية عام 2011م أكدت أن المملكة تشهد سنويًّا وفاة 55 سيدة بسبب هذا المرض، وتسجل أكثر من 150 حالة مرضية، مشددة على أن هذه النسبة مرشحة للارتفاع إذا لم تسارع الجهات المختصة بإقرار التطعيمات اللازمة، والحث على الفحص الدوري على هذا المرض. وذكرت د. المري أنه يمكن الوقاية من هذا المرض بزيادة وعي الجمهور بأهمية اختبار المسحة المهبلية؛ إذ يجب على كل امرأة متزوجة القيام بهذا الفحص على الأقل مرة كل 3 سنوات؛ وذلك منعًا لسرطان عنق الرحم. وقالت إنه مع الأسف، لم يتم تطبيق برنامج لفحص سرطان عنق الرحم في المملكة؛ لذا يجب على كل امرأة أن تتذكر تاريخ اختبار المسحة المهبلية الماضي، وتتأكد بنفسها من حجز موعد الفحص التالي. وأفادت بأن عنق الرحم هو الجزء السفلي من الرحم، وهو الجزء الذي يربط بين المهبل والرحم، وأن سرطان عنق الرحم ينتج عن تغيرات غير طبيعة في خلايا عنق الرحم؛ حيث تنمو وتتضاعف هذه الخلايا بشكل غير طبيعي. وعادة ما يستغرق هذا النوع من السرطان سنوات عدة ليتطور، لكن هناك دلالات لبداية سرطان عنق الرحم تطرأ على خلايا الرحم؛ حيث إنه عند اكتشاف هذا الخلل في وقت مبكر يمكن علاجه. ولكن في حال لم يتم اكتشافه مبكرا قد يتحول هذا الخلل إلى سرطان. ويتم الكشف عن سرطان عنق الرحم عبر التغيرات غير الطبيعية في خلايا عنق الرحم؛ وذلك بواسطة فحص مخبري يعرف باسم اختبار عنق الرحم أو "المسحة المهبلية".