يومًا بعد آخر، تتزايد الأحاديث عن "الحرب الرابعة" أو كل ما يرتبط بمعارك مواقع التواصل الاجتماعي التي يوظف فيها "داعش" النساء، وتحديدًا السعوديات الهاربات والمتأثرات بالفكر الإرهابي المتطرف، اللاتي يتولين دور القيادة. ويتحدث كثيرون عن أن التنظيم جهز ثلاثة مواقع في العراقوسوريا وليبيا لتولي هذا الأمر، وأن ريما الجريش التي بدأت أمس عبر معرفها في "تويتر" سرد طريقة هروبها من المملكة، و"أخت جلبيب" التي يرجح أنها ندى معيض القحطاني؛ تتوليان مناصب مهمة في الفرق الإعلامية التي شكلها التنظيم، حسب ما ذكرته "الحياة"، الثلاثاء (18 نوفمبر 2014). وبالفعل، تحولت نساء داعش إلى محارِبات إلكترونيات بجانب مهامهن في عمليات التنظيم الانتحارية، خصوصًا أن مواقع التواصل الاجتماعي باتت ساحة الحرب لمن سمَّيْنَ أنفسهن "المناصرات" حتى تخطت بعضهن القوانين والحدود الجغرافية بطرق غير شرعية ليصبحن "مهاجرات". وضمت هذه الساحة أسماء عدة لسعوديات اعتنقن الفكر المتطرف بالتغرير، وناصرن التنظيم الإرهابي. وتضم مواقع التواصل الاجتماعي عدداً من الأسماء ل"نساء مجندات" يُماثلن الرجال في أدبيات القتال والتواصل بين عناصر التنظيم الإرهابي، وتحولت أسماء الفتيات منهن إلى "كُنى"، كما استبدلت مكانَ صور العرض الوردية، صورَ دماء، ورؤوس معلقة، أو شعار التنظيم الأسود، حتى أصبح لا يُفرق بين مُعرف الرجل منهم والمرأة. وحسب الصحفية، فإن "داعش" نصب نساءً كأعين للتنظيم في مواقع التواصل الاجتماعي، يعملن إعلاميات ومتحدثات باسم التنظيم، في مختلف المناطق التي يسيطر عليها التنظيم: "ليبيا في منطقة البرقة، وسورياوالعراق"؛ وذلك امتثالاً لأوامر التنظيم التي جاءت ببيانات بثتها المراكز والجبهات الإعلامية التابعة له، منها "سرية الخنساء الإعلامية" التي تقودها "امرأة". وتضم هذه السرايا والجبهات أقسامًا عدة: "التحرير والرفع والنشر والتصميم والمونتاج". وجاء في نص البيان الذي كتبه عنصر التنظيم أبو معاوية القحطاني: "إن حقبة الجهاد الإعلامي وما مر من أحداث في ثناياها، لا تقل ضراوةً عن حقبة الجهاد الميداني. ولو تتبعنا كيف بدأ (الإعلام الجهادي، والجهاد فيه) لعلمنا أنه مر بمراحل عصيبة جدًّا منذ الطريقة القديمة له (كطبع الورقات والمجلات الصغيرة مرورًا بالشبكات والمواقع والمدونات انتهاءً بمواقع التواصل الاجتماعي)". وتزايد بنسبة ملحوظة في الإعلام الداعشي، اسم المملكة "أخت جلبيب" التي يرجح أنها ندى معيض القحطاني، وهي أول سعودية انضمت إلى تنظيم داعش، التي خرجت عبر صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر" موضحة أنها التحقت بأخيها الصغير في سوريا الذي يقاتل حاليًّا في منطقة عين العرب "كوباني". وخاضت القحطاني صراعًا مع عدد من المغردين والمغردات حول حكم سفرها من دون محرم، مؤكدةً أن التحريم لا يشمل ما وصفته ب"الهجرة". كما برز اسم السعودية ريما الجريش إحدى السعوديات التي أعلن التنظيم انضمامهن إلى ساحاته القتالية في سوريا الأسبوع الماضي. والجريش إحدى إعلاميات تنظيم "داعش" والمتحدثات باسمه قبل "نفيرها" -حسب وصفها- رغم تصريحها سابقًا بعدم تعاطفها معه. "ريما" كتبت أنها التحقت بداعش، وأنها انضمت إلى صفوف مقاتلي التنظيم في سوريا بطريقة "غير نظامية" وغير "شرعية"؛ وذلك بخروجها تهريبًا مع أطفالها إلى اليمن ثم اللحاق بابنها الحدث "معاذ الهاملي" في سوريا. وتشير التقارير إلى نحو 300 فتاة من أوروبا وأمريكا بعضهن لا تتجاوز أعمارهن 15 عامًا، وهن موجودات اليوم بين صفوف "داعش".