في الوقت الذي تخرج فيه الولاياتالمتحدة على العالم وتقود 5 قوى عظمى للتوصل إلى اتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي؛ يتضح أن للمفاوضات وجهًا خفيًّا، وأن إدارة أوباما تعتمد على شخصية إيرانية لهندسة المفوضات مع طهران؛ هي فاليري جاريت التي تعتبر أكثر المستشارين قربًا إلى الرئيس باراك أوباما وزوجته ميشال. وجاريت هي من مواليد مدينة شيراز الإيرانية في عام 1956؛ حيث كان والدها يعمل ضمن بعثة أمريكية حكومية للأطباء الأمريكيين إلى المناطق النامية حول العالم. وعاشت جاريت في إيران حتى الثامنة من عمرها عندما عادت عائلتها للعيش في مدينة شيكاغو. ومع أن جاريت من الناشطين في شؤون السياسة الداخلية الأمريكية، فإن من يعرفونها يقولون إنها تتحدث الفارسية، وإنها غالبًا ما تحكي عن إعجابها بإيران، حضارةً قديمةً ودولةً معاصرةً وثقافةً غنيةً. ويقول هؤلاء إن جاريت من القائلين بأن الولاياتالمتحدة هي السبب في توتر العلاقة مع إيران بسبب الانقلاب العسكري في إيران الذي رعته مع بريطانيا وأطاح برئيس الحكومة محمد مصدق في عام 1953. وفي نوفمبر الماضي، على إثر توقيع اتفاقية جنيف المؤقتة بين مجموعة دول "خمسة + واحد" وبين إيران، التي قضت بتجميد الأخيرة أجزاء من برنامجها النووي مقابل رفع بعض العقوبات الدولية المفروضة عليها؛ تناقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية خبرًا فحواه أن جاريت هي التي أشرفت على قناة المفاوضات السرية بين الأمريكيين والإيرانيين في سلطنة عمان، التي أفضت فيما بعد إلى توقيع المعاهدة المؤقتة في جنيف، إلا أن البيت الأبيض نفى الخبر في حينه نفيًا قاطعًا. ومع تزايد الحديث عن إعادة خلط أوراق في فريق أوباما، بما في ذلك تقاعد وزير دفاعه تشاك هيجل، واستبدال نائبته السابقة ميشال فلورنوي مكانه، وتعيين نائب مستشارة الأمن القومي أنتوني بلينكن في المنصب الثاني في وزارة الخارجية، خلفًا للمتقاعد بيل بيرنز، واستبدال لوريتا لينش مكان وزير العدل إريك هولدر- تصاعدت الدعوات في الإعلام الأمريكي إلى ضرورة عزل جاريت. لكن جاريت لا يبدو أنها تنوي فراق عائلة أوباما حتى "يطفئوا الأضواء في البيت الأبيض عند خروجهم منه في يناير 2017"، حسب صحيفة بوليتيكو التي نشرت مقالة بعنوان "اطرد فاليري جاريت". ويبدو أن البيت الأبيض أصبح ذا هوى إيراني، تحت مرأى ومسمع من أوباما؛ فبجانب فاليري جاريت، أعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري -في رسالة تهنئة إلى إيران بمناسبة حلول عيد النيروز وبدء السنة الإيرانية الجديدة مارس الماضي- أن الحكومة الأمريكية بصدد تعزيز تعاونها العلمي والجامعي مع إيران، كاشفًا عن حبه لصهر له إيراني تزوجت به أخته قبل الثورة الإيرانية. علاوةً على أن ابنة جون كيري فانيسا متزوجة بالإيراني- الأمريكي برايان والا ناهد، الذي يعمل فيزيائيًّا، وهو زواج باركه كيري بنفسه، حتى إن ابنته ذكرت في حوار سابق لها مع صحيفة "ذا نيويورك تايمز"، أن والدها فور علمه بخطتها للزواج ب"برايان"، رسم لها صورة بالفستان الذي يحب أن يراها ترتديه يوم زفافها، رغم انشغاله الشديد. وتنطلق الثلاثاء (18 نوفمبر 2014)، جولة أخيرة من المفاوضات بين إيران ومجموعة دول "خمسة + واحد" قبل أسبوع من انقضاء المهلة المحددة للتوصل إلى اتفاق نهائي حول البرنامج النووي الإيراني يوم 24 نوفمبر 2014، ولا تزال قضايا كثيرة عالقة وسط تباعد في مواقف الجانبين. وتنطلق جولة أخيرة من المفاوضات بين إيران ومجموعة دول "خمسة+واحد" اليوم في فيينا ، قبل أسبوع من انقضاء المهلة المحددة للتوصل إلى اتفاق نهائي حول البرنامج النووي الإيراني، في ما لا زالت قضايا كثيرة عالقة وسط تباعد في مواقف الجانبين. وسيجري ممثلو الدول الكبرى في مجموعة "خمسة + واحد"، التي تضم الولاياتالمتحدة والصين وفرنسا وبريطانيا وروسيا وألمانيا، أول اجتماع لتقريب المواقف، فيما ينتظر وصول وزراء الخارجية الآخرين، ومنهم الأمريكي جون كيري، خلال هذا الأسبوع، إلى فيينا. وتشتبه الدول الكبرى منذ 2002 بأن إيران تسعى إلى تصنيع قنبلة ذرية تحت غطاء برنامج نووي مدني؛ الأمر الذي تنفيه طهران نفيًا قاطعًا، مؤكدةً في الوقت نفسه حقها في الطاقة النووية لغايات مدنية. ومن شأن أي اتفاق محتمل أن يفتح الطريق أمام تطبيع العلاقات بين إيران والغرب وأمام إمكانية التعاون، خاصةً مع واشنطن، لمواجهة الأزمات في العراق وسوريا، كما من شأنه أن يخفف من خطر الانتشار النووي في منطقة الشرق الأوسط، وسيسمح أيضًا لإيران بإعادة إطلاق اقتصادها واستعادة مكانتها الكاملة في مصاف أبرز المنتجين للنفط في العالم.