كشف فريبرز جباري عم الفتاة الإيرانية ريحانة التي أُعدمت السبت الماضي، تفاصيل جديدة في قضيتها التي أثارت تعاطف الرأي العالمي معها، بعد ما راحت ضحية محاكمة غامضة مثيرة للجدل والشبهات. ووصف جباري إعدام ابنة شقيقه بأنه "اغتيال حكومي"، وقال خلال مؤتمر صحفي عقده الجمعة (31 أكتوبر 2014) في العاصمة الألمانية برلين إن "ريحانة تعرضت للتعذيب الجسدي والنفسي مرات عديدة خلال سجنها من قبل ضباط الأمن، وأُرغمت على الإدلاء باعترافات قسرية"، بحسب صحيفة "الراي" الكويتية. وأضاف أن "مسؤولي السجن طلبوا من ريحانة قُبيل تنفيذ الإعدام أن تقول أمام الكاميرا إن المقتول لم يقصد الاعتداء الجنسي عليها، لكنها رفضت ذلك حتى اللحظة الأخيرة". ووفقًا لإذاعة دويتشه فيليه الألمانية فإن فريبرز جباري أكد أن "ملف ريحانة شابه الكثير من الغموض، وحدثت انتهاكات لحقوق الفتاة منذ اعتقالها وحتى مراسم دفنها". وقال جباري إن "المحققين وضباط الاستخبارات ضغطوا على ريحانة كي تغيّر أقوالها في ثلاث نقاط، الأولى أن تنفي أن المقتول مرتضى سربندي حاول اغتصابها، والثانية أن تعترف بأنها اشترت السكين بنية طعن سربندي وقتله، والثالثة أن تقول إن باب المنزل كان مفتوحًا حين وقوع الحادثة ولم يكن مقفلا". وأضاف: "رغم أن ملف ريحانة لم يكن سياسيًّا، فإن طريقة تعامل القضاة والجهات الأمنية مع القضية كانت مثيرة للشكوك، خاصة أن الفتاة تعرضت للتعذيب في زنزانة انفرادية منذ الأيام الأولى من اعتقالها، وذلك بهدف ممارسة الضغط عليها من أجل كسب "اعترافات كاذبة". ونفى جباري ادعاء المحكمة بأن "سربندي كان يصلي حين وقوع الحادثة" قائلا إن "المحكمة نفسها عنونت أن الدافع للقتل غير معلوم، كما جاء في ملف المحاكمة". وأكد عم الفتاة أنه "لم تكن هناك أية علاقة صداقة بين ريحانة والمقتول، وأنها التقت به 3 مرات فقط، وذلك أثناء عملها كمهندسة ديكور عندما طلب منها أن تصمم ديكورًا لعيادته الطبية". وأضاف: "على الرغم من أن سربندي كان طبيبًا، فإنه لم يكن يعمل بمجال الطب، بل كان يتاجر بالأدوات والأجهزة الطبية". وتقول العائلة إن مراسم الدفن تمت في ظل أجواء أمنية مشددة، وفقط تم السماح لأمها برؤية صورة ابنتها في اللحظات الأخيرة. وطلبت ريحانة جباري التي أعدمت بعمر 26 عامًا في وصيتها أن يتم التبرع بأعضاء جسمها للمرضى المحتاجين لها. وما زالت ردود الأفعال العالمية والإدانات دولية مستمرة إزاء هذه القضية، وتشكك بمجرى العدالة في إيران، خاصة أن محاكمة ريحانة تمت في ظل ظروف "تفتقر إلى الشفافية وأدنى المعايير الحقوقية"، كما قالت منظمات دولية مدافعة عن حقوق الإنسان. وكانت المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة قالت إن القتل المزعوم كان عملا يشكل دفاعًا عن النفس، في مواجهة مغتصب، وقالت المفوضية إن جباري لم تحصل على محاكمة عادلة.