لم يكن إنتاج التلفزيون السعودي مسلسلا طويلا مجرد عمل فني درامي بل حلم انتظره ملايين المواطنين منذ الإعلان عنه بداية العام الجاري، خصوصًا أنه بالفعل جرى تصوير مسلسل "عندما يزهر الخريف" كاملا في جدة. المسلسل الذي شارك فيه محمد الحجي وعماد اليوسف وغزلان وتحت إشراف الفنان حسن عسيري وبميزانية عالية يقال إنها تجاوزت حاجز العشرة ملايين ريال، بمجرد أن أصبح جاهزًا للعرض لم يظهر على شاشة التلفزيون السعودي كما كان منتظرًا بل على قناة "يا هلا" أوربت شوتايم، والذي استفادت منه كثيرًا. في مقال لها ب"الرياض"، قالت الكاتبة رجا ساير المطيري إنه جرت العادة أن تقوم القناة -أي قناة- بإنتاج مسلسل خاص بها، تراهن عليه، وتملك حقوق بثه الحصرية، ولا تسمح بمنحه لأي قناة أخرى إلا بعد أن تبث هي العرض الأول بشكل حصري. لكنها عادت لتؤكد أن التلفزيون السعودي خالف هذه القواعد البسيطة المتعارف عليها في سوق الإنتاج الدرامي التلفزيوني ومنح قناة أخرى حق بث مسلسله الخاص بكل بساطة، رغم أنه كان يراهن كثيرًا على هذا المسلسل ويسعى من خلاله لجذب المشاهد السعودي وإعادته إلى "تلفزيونه الأم!" بعد سنوات من الجفاء. وأشارت إلى أن ما يثبت ذلك حجم الميزانية الكبير والإمكانيات الإنتاجية التي رصُدت له، "فكيف يفرط تلفزيوننا العزيز بهذا العمل الذي كلفه الكثير ويسمح لقناة أخرى ببث أكثر من 25 حلقة منه حتى اليوم؟" القناة التي بدأت عرض المسلسل منذ منتصف سبتمبر الماضي، تعاملت مع العملية باحترافية واستطاعت أن تحصد الثمرة لوحدها دون مشاركة أحد حتى التلفزيون السعودي منتج المسلسل. ويتردد أنها فعلت ذلك بشراء حقوق البث من التلفزيون بمبلغ لا يتجاوز المليون دولار، أي نحو الثلاثة ملايين ريال، وهو مبلغ لا يصل إلى ثلث قيمة إنتاج المسلسل. كما يتردد أن "يا هلا" شاركت في إنتاج العمل، وسواء فعلت ذلك أو اكتفت بشراء الحقوق، فإن عرضها للمسلسل يمثل ضربة للتلفزيون السعودي وخسارة فادحة. أخطأ التلفزيون السعودي عندما اعتقد أن تشفير قنوات أوربت شوتايم لن يؤثر في انتشار المسلسل. في هذه اللحظة تتناقل عدة مواقع إلكترونية حلقات المسلسل وتقدمها للمتصفحين يومًا بعد يوم. ببساطة احترق المسلسل وأصبح مكشوفًا ولا معنى لعرضه مستقبلاً على شاشة التلفزيون السعودي. من سيتابع مسلسلاً تسرب إلى فضاء الإنترنت وشاهده الجميع؟