قالت الجمعية الفلكية بجدة إن "القمر الذي كان يُعتقَد لفترة طويلة أن نشاطه البركاني حدث وانتهى منذ نحو بليون سنه مضت، عاد ليفصح عن أسراره مجددًا، ويفجر مفاجأة كبيرة كشفت أن النشاط البركاني على سطحه ليس بهذا القدم الذي كنا نتخيله". فقد أظهرت الصور التي التقطتها المركبة الفضائية "لونار ريكونيسيس أوربتر"، وجود دليل تاريخي لعلامات انفجارات بركانية حدثت في مدة لا تزيد على 100 مليون سنة مضت. وتعتبر 100 مليون سنة فترة زمنية طويلة، إلا أنها في التعبير الجيولوجي كطرفة عين فقط. الفوهات البركانية التي تم العثور عليها كانت انفجرت خلال العصر الطباشيري "الكريتاسي" (عصر الديناصورات) وبعض التضاريس البركانية ربما تكون حتى أصغر بعمر 50 مليون سنة، وهو الوقت عندما حلت الثدييات مكان الديناصورات مهيمنةً على أشكال الحياة. ومن المتوقع أن يدفع هذا الاكتشاف العديد من العلماء إلى إعادة كتابة المعلومات في الكتب المدرسية حول العالم عن القمر. أما عن إمكانية رؤية هذه التضاريس من على سطح الأرض، فهي صغيرة جدًّا، وحسب المتوسط فهي أقل من "500 متر" في أكبر أبعادها، وتبدو واسعة الانتشار. يُشَار إلى أن هذه التضاريس البركانية الحديثة ستكون هدفًا رئيسيًّا لعمليات الاستكشاف المستقبلية، سواء عبر المركبات الروبوتية أو الإنسان بشكل مباشر من خلال زيارة القمر من جديد. يُذكر أن آخر هبوط للإنسان على سطح القمر كان عام 1972 بواسطة مركبة تابعة لوكالة الفضاء الأمريكية ناسا، ومن يومها لم يزر الإنسان القمر إلا عبر روبوتات يتم تحركيها من على سطح الأرض.