رحب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان باستقبال بلاده قيادات الإخوان البارزة التي طالبتهم قطر بمغادرة أراضيها، إذا كانت لدى هذه القيادات رغبة للانتقال إلى أنقرة، وفقًا لما نقلته "رويترز" عن وسائل إعلام تركية. وقطروتركيا هما الدولتان الوحيدتان في المنطقة اللتان تدعمان الإخوان بعدما تم عزل الرئيس المصري محمد مرسي عقب احتجاجات حاشدة على حكمه. في الوقت نفسه، تحدث قيادي في الجماعة الإسلامية المصرية أن 200 من قيادات وأعضاء جماعة الإخوان المسلمين والجماعة الإسلامية يعتزمون مغادرة قطر خلال أسابيع، وأن الأمر لا يتوقف على 7 شخصيات أُعلن قبل يومين أنها ستغادر الدوحة. وأكد محمد ياسين مسؤول ملف العلاقات الخارجية في الجماعة الإسلامية ل"الحياة"، في عددها الصادر الثلاثاء (16 سبتمبر 2014)، أن قيادات أخرى من جماعته والإخوان غادروا الدوحة الأسبوعين الماضيين إلى تركيا، موضحًا أن أعضاء الجماعة الإسلامية في قطر سيسري عليهم ما سرى على الإخوان. وأضاف أن قادة الجماعة في الدوحة يستعدون للمغادرة، ومن بينهم طارق الزمر وعاصم عبد الماجد، مشيرًا إلى أن قيادات الجماعة الإسلامية تحديدًا لها علاقات شخصية مع جهاديين عملوا في أفغانستان، ولهم نفوذ الآن في بعض مناطق ليبيا، وهذا يمكن أن يكون ملاذاً موقتاً لبعض الأشخاص، لكن لن يكون دائمًا وسيتوقف على مجريات الصراع المحتدم في ليبيا. وذكر: "مشكلة أعضاء الجماعة الإسلامية أشد خطورة من الإخوان.. كان لهم تاريخ في المصادمات المسلحة، وهناك دول ستضع عراقيل أمام استضافتهم، ومنها تركيا، على رغم أنها تستضيف حالياً زعيم الجماعة رفاعي طه والقياديين فيها إسلام الغمري وممدوح علي يوسف وأيمن جاد والجهادي محمد شوقي الإسلامبولي". واستدرك قائلا: "لكن نمى إلى علمنا أن أجهزة أمنية تركية ترفض التوسع في تلك الاستضافات بسبب اعتراضات أوروبية على إيجاد ملاذ آمن لقيادات إسلامية مارست العنف"، موضحًا أن "تركيا هي الجهة الأكثر أمنًا لقيادات الإخوان والجماعة الإسلامية الآن، وربما لأمد أطول من دول أخرى مثل ليبيا، لكن هذا الوضع لا نتوقع استمراره طويلاً". وكشف أن عددًا من أنصار مرسي بينهم إخوان من جنسيات مختلفة كانوا أعدوا لمؤتمر يُشارك فيه "جهاديون مصريون وأجانب" واتفق على عقده في تركيا قبل بضعة أشهر، "وبعد أن وصل بعض الشخصيات المشاركة فيه منعت الاستخبارات دخول شخصيات أخرى ووصل الأمر إلى إلغاء المؤتمر نفسه". وركز على أن قطر اتخذت موقفًا وسطًا، إذ كان مطلوبًا منها تسليم شخصيات محددة إلى مصر، لكنها رفضت وقررت الاكتفاء بالطلب من الإخوان وحلفائهم المغادرة، وسيرحلون على دفعات والكل بدأ يستعد. كانت قيادات في الإخوان وتحالف دعم الشرعية المؤيد للرئيس الأسبق محمد مرسي، أبرزها الأمين العام للجماعة محمود حسين، ووزير التعاون الدولي السابق عمرو دراج، والداعية المحسوب على الجماعة وجدي غنيم، أعلنت أن قطر طلبت منها مغادرة أراضيها.