نعى قياديون بجماعة الإخوان المسلمين (فرع سوريا) قادة حركة "أحرار الشام" الإسلامية الذين قتلوا في تفجير مقر اجتماعهم في ريف إدلب على يد القوات السورية، فيما أعلنت الجماعة رفضها أي تحالف دولي ضد تنظيم "داعش" لا يستهدف الرئيس السوري بشار الأسد. وقال حسان الهاشمي، رئيس المكتب السياسي لجماعة الإخوان، في بيان نشره الموقع الرسمي لإخوان سوريا: "تقدّم كوكبة من خيرة أبنائها وأشجع أبطالها من قيادات الجبهة الإسلامية وحركة أحرار الشام شهداء نحسبهم ونحتسبهم، أحياء عند ربهم يرزقون"، متوجّهاً بالتهنئة للشهداء وذويهم. وتحت عنوان "رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه.. حسان عبود وإخوانه قادة أحرار الشام على درب الشهادة" كتب زهير سالم، القيادي بجماعة الإخوان أنّ "أصابع الظالم المستبد بشار الأسد وأدواته الشريرة القذرة واضحة خلف هذا التفجير الآثم الجبان". بدوره، وصف حسام غضبان، رئيس مكتب الشباب بجماعة الإخوان (فرع سوريا)، مقتل قادة أحرار الشام بأنه "خطب فادح ومصاب عظيم". من ناحية أخرى أعلن عمر مشوح، رئيس المكتب الإعلامي لجماعة الإخوان بسوريا، رفض الجماعة تشكيل حلف دولي لمحاربة تنظيم "داعش" دون استهداف بشار الأسد. وقال إنّ "تجاهل الغرب طوال ثلاث سنوات لإرهاب الأسد وميليشيا حزب الله ومرتزقة إيران في سورية، وعدم القيام بإجراءات حازمة وجدية لمنع إرهابهم، ثم البدء مباشرة ببناء حلف دولي للتدخل ضد تنظيم الدولة "داعش"، هو عين النفاق الغربي، في أحسن الظن"، على حد تعبيره. وأضاف مشوح، في تصريحات خاصة لموقع إخوان سوريا، أنّ ما صدر عن بعض الكيانات السياسية من طلب لتدخل الغرب من أجل ضرب تنظيم الدولة "داعش"، دون النظام، لا يتوقع منه أن يخدم الثورة. وأكّد مشوّح أن جماعة الإخوان المسلمين في سورية لن تؤيد أي تحالف دولي للتدخل في سوريا "دون أن تكون الرصاصة الأولى في رأس الأسد". كما شددّ على أنّ المعركة "الأولى والأساسية" لجماعة الإخوان هي مع نظام الأسد، و "لا يمكن أن تنحرف بنادقنا إلى غيره، لأنّ وجوده يعني استمرار الإرهاب بكافة أشكاله، وأنّ غياب الأسد ونظامه يعني توقف الإرهاب ليس في سورية وحدها بل في المنطقة كلها". وفي الوقت نفسه قال مشوّح إنَّ على "داعش" أن "تكفّ إرهابها وجرائمها التي شغلت الثوار عن معركتهم الرئيسية"، غير أنه قال إن معركة الجماعة مع "داعش" بالدرجة الأولى فكرية "ونتمنى أن يعود البعض إلى رشدهم، فنحن نفرّق بشكل واضح بين طبقة من داعش مغرّر بها وتم التلاعب بأفكارها ويمكن أن تعود إلى جادة الحق، وبين طبقة لها أجندات خارجية تعمل على حرف مسار الثورة وتتبنّى فكراً تكفيرياً، وتقوم بأعمال مخالفة للمنهج الإسلامي بطريقة موجّهة، فهؤلاء معركتنا معهم تتعدّى الفكرية حتى نستطيع كفّ شرهم".