في تقرير حصري لمجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، حصل مراسلها في تركيا على حاسب محمول يحمل ماركة "ديل" لأحد أعضاء تنظيم الدولة الإسلامية المعروف إعلاميا ب"داعش". واحتوى الحاسب على ملفات مخفيّة حجمها أكثر من 146 جيجابايت، وبخلاف الكتب الدعوية والفتاوى والشروحات عن طرق تنقل "المقاتلين" بين المطارات بدون إثارة الشك، ضم الحاسب طرق ووسائل تصنيع القنابل التقليدية والأحزمة الناسفة، أما أهم ما تضمنه الكمبيوتر فهو ملفات تشرح باستفاضة كيفية صناعة سلاح بيولوجي فتاك. وفي التفاصيل، بحسب "العربية. نت"، عثر مراسل "فورين بوليسي" ويُدعى "أبو علي"، على اللاب توب في أحد مقار داعش في "ريف إدلب" بعد معارك دامية وقد غطته الرمال، إلا أنه لم يكن يدرك إن كان يعمل أم لا. وبعد فتح الكمبيوتر تبين من البيانات الموجودة فيه شخصية صاحبه، وهو كيمياوي تونسي الجنسية ينتمي إلى "داعش"، تكتمت المجلة على اسمه الكامل ولقبته ب"محمد س". بعدها اتصلت بزميلة له في الجامعة بتونس لتتأكد من هويته، ونشرت صورة له بعد أن موهت وجهه. وبدا الكمبيوتر في البداية خاليًا من المحتويات، وتبين لاحقًا أنه يحتوي على 2367 مجلدًا مخفيًا، فيها أكثر من 35 ألف ملف باللغات العربية والفرنسية والإنجليزية، أغلبها مواد وكتب ومجلدات وفتاوى لجهاديين، وبعضها يخص "بن لادن"، والأهم هو الملفات التي تظهر جانبًا آخر من اهتمامات كيماوي داعش، أحدها مكون من 19 صفحة تشرح كيفية تصنيع الأسلحة البيولوجية واستخدام جرثومة الطاعون كأحد هذه الأسلحة. ويحوي الملف تعليمات عن إجراءات الأمان التي يجب اتباعها عند تصنيع السلاح البيولوجي قبل استخدامه في الهجوم الإرهابي، والتجارب التي يجب أن تتم على الفئران لاختبار فاعلية السلاح، كما يشرح كيف يمكن لأسلحة بيولوجية لا يكلف تصنيعها الكثير من المال أن تؤتي ثمارها باستهداف أعداد كبيرة من البشر. وفي ملف آخر من 26 صفحة، تبيح فتوى جهادية للشيخ "ناصر الفهد" استخدام الأسلحة الفتاكة في قتل "الكافرين"، حتى وإن قتلتهم جميعًا دفعة واحدة وقضت على ذريتهم. يُذكر أنه لطالما اهتمت وسائل الإعلام ومراكز أبحاث الإرهاب في الولاياتالمتحدة والغرب بمحاولات القاعدة لامتلاك أسلحة بيولوجية وكيمياوية، خصوصًا أن الفيديوهات التي ظهر فيها بن لادن، حتى قبل هجمات 11 سبتمبر، حوت تلميحات وتهديدات بإمكانية القاعدة على استخدام أسلحة فتاكة. وذكرت ال"فورين بوليسي" بالفيديو الذي حصلت عليه "CNN" عام 2002، والذي ظهر فيه أعضاء من القاعدة يجربون استخدام غاز سام على ثلاثة كلاب ماتت جميعها، كما تشير إلى وجود دلائل على محاولات القاعدة تطوير أسلحة فتاكة في مختبرات لها في أفغانستان، ولا تستبعد وجود مختبرات شبيهة حاليًا موجودة بالأصل في الرقة أو في جامعة الموصل. وفي المحصلة، لم يحوِ كمبيوتر الكيماوي الداعشي دلائل تشير إلى نجاحه في تصنيع السلاح البيولوجي، ويصعب معرفة ما يجري تمامًا في الدروب السرية داخل حدود "الدولة" التي أسسها داعش من حدود حلب حتى حدود بغداد، إلا أن بروباجندا "الأسلحة الفتاكة" التي يُخشى من امتلاك الجماعات الجهادية لها تُسترجع في قصة لاب توب ال"ديل" هذا، دون أن يمتلك أحد أي دلائل حقيقية يمكن أن تقيس خطورة الأمر بشكل دقيق وبعيدًا عن التكهنات.