لم يصدر حتى الآن أي تعليق علني من الرئيس الأمريكي باراك أوباما بشأن الفيديو الذي نشره تنظيم "داعش" أثناء قيامه بذبح صحفي أمريكي، وتهديد آخر، فيما أكدت مصادر أن أوباما ينتظر التأكد من صحة الفيديو بشكل رسمي. من جانبها ، قالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض كيتلن هايدن في بيان: "إذا كان حقيقيا فنحن نشعر بالفزع لقتل صحفي أمريكي بريء بوحشية ونعبر عن أصدق عزائنا لأسرته وأصدقائه"، وفقا لوكالة أنباء رويترز. وكان مسلحون خطفوا الصحفي الأمريكي جيمس فولي، فولي (40 عاما) في 22 نوفمبر عام 2012 بشمال سوريا بينما كان في طريقه إلى الحدود التركية وفقا لما ذكرته نشرة جلوبل بوست التي تصدر من بوسطن وكان فولي يعمل لها صحفيا حرا. وعمل فولي في منطقة الشرق الأوسط لمدة خمس سنوات وسبق أن تعرض للخطف في ليبيا وأطلق سراحه. أما الصحفي ستيفن سوتلوف الذي ظهر في نهاية الفيديو فقد اختفى في شمال سوريا في يوليو عام 2013. وكان يعمل لحساب مجلة تايم ومؤسسات صحفية أخرى. وفي صفحة على فيسبوك مخصصة لفولي تقول رسالة من والدته دايان فولي "نحن أشد ما نكون فخرا بابننا جيم. فقد بذل حياته محاولا أن يكشف للعالم معاناة الشعب السوري." وأضافت :"ونحن نتوسل للخاطفين أن يبقوا على حياة الرهائن الباقين. فهم أبرياء مثل جيم. وليس لهم أي قدرة على التحكم في سياسة الحكومة الأمريكية في العراق أو سوريا أو أي مكان آخر في العالم." وعن الطريقة التي ظهر بها الضحية الأمريكي، فقد بدا حليق الرأس مرتديا زيا برتقاليا يشبه زي السجناء في معسكر جوانتانامو راكعا بجوار رجل يغطيه السواد من قمة رأسه إلى أخمص قدميه ويحمل سكينا. ثم يقول فولي "أطالب أصدقائي وعائلتي وأحبائي أن يقوموا علي الحكومة الأمريكية التي قتلتني حقا فمصيري هو نتيجة رضاهم بالجرائم." ويقول الرجل المقنع "هذا جيمس رايت فولي رجل أمريكي من بلدكم. كنتم كحكومة في مقدمة العدوان علي الدولة الإسلامية مكرتم ضدنا وبحثتم عن أي سبب لتتدخلوا في أمورنا. الآن قواتكم الجوية العسكرية تقصفنا يوميا في العراق. لقد سبب قصفكم خسارات في المسلمين. أنتم الآن لا تقاتلون عصابات. نحن جيش إسلامي ودولة رضي بها عدد كبير من المسلمين في العالم." وعقب ذلك يقوم بذبح الرجل الراكع. وفي نهاية الفيديو تظهر على الشاشة كلمات توضح أن ستيفن جول سوتلوف أسير آخر ويقول الرجل المقنع مخاطبا أوباما إن حياته تتوقف على قراره التالي. ولم يسبق أن أعدمت داعش أي مواطن أمريكي علانية، لكن لاري ساباتو أستاذ العلوم السياسية بجامعة فرجينيا قال إن الوضع الحالي أشبه بعملية ذبح الصحفي الأمريكي دانييل بيرل على يدي خالد شيخ محمد القيادي بتنظيم القاعدة عام 2002. وتقدر لجنة حماية الصحفيين التي تتخذ من الولاياتالمتحدة مقرا لها أن نحو 20 صحفيا محليا ودوليا مفقودون في سوريا الآن، ويعتقد أن كثيرين منهم تحتجزهم الدولة الإسلامية. وكان اجتياح الدولة الاسلامية لشمال العراق واقتراب مقاتليها من بغداد وسيطرتهم على الموصل ثاني أكبر المدن العراقية أدى إلى الهجمات الأمريكية التي ساعدت قوات البشمركة الكردية في استعادة بعض الأراضي التي سيطر عليها تنظيم "داعش". يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يواجه فيها رئيس أمريكي أزمة رهائن، فقد شهدت رئاسة جيمي كارتر أزمة احتجاز الرهائن الأمريكيين في إيران 444 يوما. وأدت محاولة رونالد ريجان للإفراج عن رهائن أمريكيين من لبنان إلى فضيحة السلاح مقابل الرهائن التي لازمت فترة رئاسته الثانية. صور من فيديو الذبح صور الصحفي الأمريكي أثناء ممارسة عمله