تواصل المملكة العربية السعودية جهودها من أجل إجراء إصلاح سياسي في العراق، بهدف إنهاء الأزمة المتفاقمة هناك، والتي قد تمتد لعدد من الدول المجاورة، بما يؤثر في استقرار المنطقة برمتها. وكشف مسؤول أمريكي كبير، السبت (28 يونيو 2014)، عن أن خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز، وعد وزير الخارجية الأمريكية جون كيري بتشجيع السنة في العراق على الانضمام للحكومة هناك، في حالة حدوث إصلاح سياسي بهذا البلد. وقال المسؤول الأمريكي إن الملك عبد الله، خلال محادثاته مع كيري، أبدى قلقه الشديد من مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) الذين سيطروا على معظم شمال العراق وحدوده مع سوريا ويزحفون جنوبا ليقتربوا من الحدود السعودية، بحسب وكالة أنباء رويترز. وذكر مسؤول وزارة الخارجية الأمريكية، للصحفيين عقب المحادثات التي جرت في جدة، الجمعة (27 يونيو 2014): "كان من الواضح تطابق وجهات النظر بأنه على جميع أطياف المجتمع العراقي المشاركة في وضع أساس عاجل لعملية سياسية تتيح لهم التقدم وأنه سيتم طرح وجهة النظر هذه مباشرة خلال محادثات مع قادة عراقيين." ولفت مسؤول وزارة الخارجية الأمريكية، إلى أنه لم تكن هناك شروط مسبقة، بين الرياضوواشنطن، تم طرحها على أي شيء جرى مناقشته، فيما يتعلق بالوضع السياسي العراقي أو وضع القتال ضد الدولة الإٍسلامية في العراق والشام. وأضاف: "ينبغي أن تجلس كل الطوائف على الطاولة وتطرح مرشحيها للمناصب الرئيسة.. يمكنني القول إن الملك عبد الله وافق على ذلك بشكل كامل." لكن الملك عبد الله أوضح أن المملكة: "لا تتدخل بأي حال من الأحوال في السياسة الداخلية للعراق." وأضاف: "لكن هذا لا يعني أنهم لا يقيمون الحوار والعلاقات مع القادة السياسيين العراقيين." وأكد مسؤول وزارة الخارجية، أن الولاياتالمتحدة لا تؤيد أو تعارض مرشحا بعينه، لكنه التزم الحذر بشأن ما إذا كانت الحكومة ستتشكل بحلول المهلة أم لا. وقال المسؤول "سيكون تطورا إيجابيا للغاية إذا حدث.. لا أعتقد أنه مستحيل، لكن هذا هو العراق"، مشيرا إلى أن "هناك أعدادا كبيرة من المواعيد النهائية لتحركات مختلفة وعمليات سياسية مختلفة ولم يتحقق منها سوى قدر بسيط". ورغم أن واشنطن لم تطالب علنًا برحيل المالكي، قائلة إن قرار اختيار زعيم للعراق يرجع للعراقيين، إلا أنها لم تدعم أيضًا بقاءه في السلطة. وتدرس إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما شن ضربات جوية ضد المسلحين، لكنها تريد أولا تشكيل حكومة جديدة. وتسابق بغداد الزمن، فيما يعزز تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام سيطرته على المحافظات السنية في شمال البلاد وغربها.