فيما تتصاعد الشكاوى المستمرة من المنظمات الإغاثية الدولية، حول رفض النظام السوري السماح بدخول المواد الغذائية للمناطق التي تؤوي معارضيه، حتى أصبحوا كالأشباح التي تسير في الشوارع وتبحث عن غذاء. ولم يجد الرئيس السوري بشار الأسد، سلاحا في جعبته الانتخابية ليروج لنفسه في الانتخابات الرئاسية المقبلة، التي يعتزم خوضها سوى "أكياس الخبز" التي وضع داخلها أوراقا توزع مجانا. وفوجئ سوريون بأكياس خبز توزع عليهم وفيها أوراق كتب فيها "كلنا بشار الأسد.. بشار الأسد كلنا" وذيلت بعبارة "نحبك" كبيرة في آخر المنشور. ولا يُظهر هذا المنشور سوء استغلال الأسد ومن ورائه نظامه لجوع مئات آلاف السوريين فقط، بل يُظهر مدى الاستعداد لاستغلال أي معاناة أو ظروف والمتاجرة بها، ليحقق نظام دمشق الطائفي أهدافه التي تتلخص حاليا في فوز بشار الأسد في انتخابات معروف مسبقا أنها سوف تكون مزورة. لكن يبدو أنه الخوف من الخسارة، رغم التزوير والإرهاب والقتل، لتكون آخر إنجازات الأسد لشعبه هي "الفوز عبر التجويع". وقبل 3 أشهر، أصدر مجلس الأمن قراره رقم 2139 الذي يدعو إلى رفع الحصار عن المدن السورية ووقف الهجمات والغارات على المدنيين وتسهيل دخول قوافل المساعدات، ولا يزال القرار حبرا على ورق، بحسب ناشطين ومدنيين وعمال إغاثة. ويتوجه هؤلاء باللائمة على نظام الرئيس بشار الأسد الذي تحاصر قواته مناطق عدة، ولا يجيز لقوافل الإغاثة التابعة للأمم المتحدة دخول الأراضي السورية عبر معابر حدودية يسيطر عليها مقاتلو المعارضة. ورأى عمال إغاثة أن "الحكومة السورية تمارس نوعا من الابتزاز بعدم سماحها لمنظمات الأممالمتحدة توفير المساعدة التي تحتاج إليها مناطق تحت سيطرة المعارضة". ودعا قرار مجلس الأمن "كل الأطراف، وخصوصًا السلطات السورية، بأن تسمح- دون تأخير- بالدخول السريع لوكالات الأممالمتحدة وشركائها وحتى عبر خطوط الجبهة وعبر الحدود"، وذلك بغرض ضمان "وصول المساعدة الإنسانية إلى من يحتاجون إليها عبر أقصر الطرق". لكن كريس غانس الناطق باسم "وكالة الاممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين" (أونروا) التي حاولت إدخال مواد غذائية إلى مخيم اليرموك، قال "من وجهة نظر منظمة إغاثة تحاول العمل في اليرموك، من الواضح أن القرار 2139 لا يطبق".