وصف عدد من الفتيات النيجيريات اللاتي تمكنّ من الهروب من جماعة بوكو حرام المسلحة، ما حدث لهن بأنه "كان مخيفا جدًا"، وشددن على أنهن لا يردن العودة للمدرسة أبدًا، بعد قصة الاختطاف المروعة التي تعرضن لها. وتحدثت تقارير صحفية عن اختطاف 300 طالبة من مدرسة محافظة شيبوك الثانوية الداخلية للبنات، و من بينها صحيفة "هافينجتون بوست" الأمريكية، الاثنين 12 مايو 2014، التي قالت إن 53 طالبة تمكنّ من الهرب من عناصر "بوكو حرام" المسلحة، وبعد فترة من الصمت ورفض الإدلاء بتصريحات صحفية وافقن على رواية تفاصيل ما حدث لهن. وبحسب الصحيفة فإن الفتيات اللاتي وافقن على رواية تفاصيل ما حدث، وتحدثن بعد تشجيع أولياء أمورهن شريطة عدم الإفصاح عن أسمائهن، وقال عدد منهن إنهن فوجئن أثناء نومهن في المدرسة بمسلحين من أعضاء جماعة بوكو حرام يوقظونهن وطلبوا منهن الخروج من مبنى المدرسة. وبحسب شهادة الطالبات، فإنه بعد إخراج جميع الطالبات من غرفهن، توجه المسلحون إلى مخزن الطعام وحملوا جميع محتوياته داخل عربات شحن كانوا يستقلونها، ثم أمروا جميع الفتيات بالصعود داخل العربات. وذكرت إحدى الفتيات أن المسلحين أمروا بعض الفتيات اللاتي لم يكنّ يلبسن أحذيتهن ولم يكنّ مغطيات الرأس أن يذهبن للبس أحذيتهن وتغطية رؤوسهن ثم أضرموا النار في المدرسة. وفيما يتعلق بتمكنهن من الهرب، قالت فتاة: "أخبرتني صديقتي أن الموت أفضل لنا من أن نترك المسلحين يأخذوننا لمكان لا نعرفه، ما شجع الفتيات على محاولة الفرار، داخل غابات نيجيريا ليعدن بعد ذلك لذويهن سالمات". بينما عقبت إحدى الفتيات عن عدم تمكن باقي زميلاتها من الهرب، قائلة: "أنا حزينة جدًا على زميلاتي اللاتي لم يكن لديهن الشجاعة الكافية للهرب معنا، أبكي كلما مررت بأولياء أمورهن ورأيت نظرة الأسى على وجوههم لغياب بناتهن". كان الرجل الأول في حركة "بوكو حرام" النيجيرية، أعلن أنه مستعد للإفراج عن الفتيات المخطوفات مقابل إطلاق سراح سجناء، وتشغل قضية خطف 200 تلميذة الرأي العام الدولي، وعبرت عديد من الدول والجهات عن استعدادها للمشاركة في جهود تحريرهن. نقلت وكالة فرانس برس للأنباء، الاثنين (12 مايو 2014) عن أبو بكر شيكاو زعيم حركة "بوكو حرام" الإسلامية النيجيرية قوله إنه مستعد لإطلاق سراح أكثر من 200 تلميذة خطفها مقاتلوه مقابل الإفراج عن سجناء. وأضافت الوكالة أن تسجيل الفيديو ومدته 17 دقيقة أظهر نحو مئة فتاة يرتدين الحجاب ويصلين في مكان غير معلوم، وتم التأكد من أنهن التلميذات النيجيريات المخطوفات في منتصف أبريل من شمال شرق البلاد، وقال: إنهن أصبحن مسلمات وأنه لن يفرج عنهن، إلا مقابل معتقلين من عناصره. وخطفت 276 تلميذة في 14 أبريل في شيبوك شرق بورنو (شمال شرق) حيث تعيش مجموعة كبيرة من المسيحيين وما زالت 223 منهن في عداد المفقودين. وظهرت في الفيديو حوالى 130 فتاة يرتدين حجابا طويلا أسود ورماديا يكشف عن وجوههن وهن جالسات في الهواء الطلق بين أشجار ويتلون آيات من القرآن. ولم يظهر شيكاو البتة في أي لحظة من الشريط الذي يستغرق 27 دقيقة مع الفتيات اللواتي ظهرن محبطات ومنصاعات. وقالت اثنتان من الفتيات الثلاث اللواتي تم استجوابهن إنهما مسيحيتان اعتنقتا الإسلام بينما قالت الثالثة إنها أصلا مسلمة. وليس هناك أي إشارة يمكن أن تكشف عن موقع تصوير الشريط الذي تعتبر نوعيته أفضل من الأشرطة التي بثتها الحركة الإسلامية سابقا.