بعد تزايد المشاكل المرتبطة بحراس مدارس البنات؛ تجولت "عاجل" بين حراس المدارس، في محاولة للوقوف على أسباب هذه المشاكل، خاصةً ما يتعلق منها بقلة الرواتب، وضيق السكن، ومواصلة الليل بالنهار، إضافةً إلى مواجهة الزواحف، والمرضى النفسيين الذين يُهاجمون المدارس، بجانب الانتظار الطويل حتى اصطحاب أولياء الأمور لبناتهم، والذين قالوا إنهم يريدون توصيل معاناتهم إلى وزير التربية والتعليم الأمير خالد الفيصل. وراجعت "عاجل" بعض حراس مدارس البنات للوقوف على آرائهم فيما يتعرضون له من مشكلات، ومطالبهم من المسؤولين عن التعليم بالمملكة، وأفادوا بما يلي. تأخر أولياء الأمور في اصطحاب الطالبات قال الحارس "م. الشمري": والله إننا نجلس بعض الأحيان إلى وقت العصر أمام المدارس بسبب عدم ذهاب الطالبات، وتأخر أولياء أمورهن عنهن، مما يضطرنا -في بعض الأحيان- إلى توصيلهن إلى منازلهن بسياراتنا الخاصة. وذكر: لدينا أعمال في الدوائر الحكومية، ومواعيد، ومراجعات ضرورية وعاجلة وهامة لأبنائنا؛ إلا أنه لا يوجد بديل لنا، مما يستدعي تواجدنا في المدرسة من أول طالبة وحتى خروج آخر طالبة من المدرسة. ضيق سكن المدارس وتدني الرواتب واشتكى حرّاس آخرون من ضيق سكن المدرسة، وضعف الرواتب، فقالوا ل"عاجل": نطالب بنظرة شفقة من قبل وزير التربية والتعليم لمعاناتهم، وتوجيه الجهات المعنية والمختصة بدراسة أوضاعنا ومشكلاتنا، ومحاولة توفير أكثر من حارس، خصوصًا في المدارس الكبيرة. وأضافوا: "سكن ضيّق غير ملائم للعيش فيه مع أبنائنا وأسرنا.. ضعف في مستوى الرواتب، وندفع أغلب الإصلاحات التي تطرأ على المدارس بشكل مفاجئ، ولا نجد من يقوم بتسديدنا بعد إصلاحها". ما بعد التقاعد وعبر بعض الحراس الذين تقاعدوا عن العمل، عن سوء حالهم وحال أسرهم، وقالوا: نناشد الوزارة النظر لنا، فماذا نفعل إذا أصاب أحدنا المرض، لا قدر الله، أو في حال الوفاة، فلا حماية لأبنائنا من التشرد والضياع، كما لا نستطيع مقابلة ارتفاع أسعار السلع وغلاء المعيشة، مما جعل المعاناة مضاعفة، في ظل هذه الرواتب الضئيلة. إسناد الحراسة إلى شركات! من جهة أخرى، تم إسناد حراسة المدارس الحكومية (بنين وبنات) إلى شركات الأمن الخاصة في وقت سابق، ولكن لم يتم تطبيقها وتنفيذها حتى الآن، حيث صدرت الموافقة على قيام وزارة التربية والتعليم، بالاتفاق مع وزارة المالية، على دراسة فكرة إسناد عملية حراسة المدارس الحكومية (بنين وبنات) إلى شركات الأمن الخاصة، ووضع الآلية المناسبة لذلك. وقال مصدر مسؤول إن وزارتي التربية والتعليم والمالية ستقومان بإيجاد تنظيم متكامل من أجل إسناد الحراسات الأمنية إلى الشركات والمؤسسات بهدف تنظيم هذا الأمر، خصوصًا أنّ الوضع الحالي غير مناسب في حراسة المدارس لوجود موظفين وموظفات يعملون في حراسات المدارس دون أن يتم تأهيلهم. وكان عدد من مديري ومديرات المدارس أكدوا أهمية وضرورة أن تكون هناك شركة أمنية خاصة تتولى حراسة تلك المدارس، بحيث تتولى الحراسة الدائمة، ليل نهار، مع ضرورة توفير السكن المناسب لهؤلاء الحراس، خاصة في ظل وقوع عدد من حوادث السرقات في بعض المدارس، خاصة مدارس البنات. انتقاد تربويين! وذكر تربويون أن حراس المدارس الحاليين يفتقدون إلى عدة أمور، أهمها عدم معرفتهم بأمور الطوارئ، والإسعافات، ويعتمدون حسن النية باستبعادهم لأمور تحدث معهم، ومعظم عملهم يتركز في المراسلة، بينما مهام الحارس الأساسية حفظ الأمن، فهم صمام الأمان للمدرسة ومن فيها. وشددت وزارة التربية، في وقت سابق، على أن مسؤولية حراس الأمن في منشآتها من مدارس وإدارات وأقسام ووحدات ومكاتب تربية، تشمل كل ما يحدث للمباني بعد الدوام الرسمي، على أن حارس المدرسة هو المسؤول عن المبنى المدرسي وما يحتويه قبل الدوام وبعده، وينطبق ذلك على حراس الأقسام والوحدات ومراكز الإشراف بإدارة التربية والتعليم. أعمال ومهام الحراس وصدر تعميم يبين أن مهام الحارس تشمل الحراسة ليلا ونهارًا، والإبلاغ في حالات الاشتباه، والاتصال بالدفاع المدني عاجلا والمسؤول عن دوامه، وقفل جميع الأبواب والنوافذ الداخلية والخارجية، وإطفاء الأنوار والمكيفات والمراوح وصنابير ومحابس وأسطوانات الغاز، ويلزمه أيضًا بإضاءة الكشافات الخاصة الموجودة بالأسوار الخارجية ليلا، وإطفائها نهارًا كل يوم، على أن يتواجد الحارس بالغرفة الخاصة به الواقعة بجوار البوابة الرئيسية للمبنى وتكون مقرًّا لعمله. ويقوم الحارس أيضًا بتنفيذ جولات مراقبة ومتابعة حول المبنى بين الحين والآخر، ثم يعود إلى الغرفة عند انتهاء وقت الدوام، وملاحظة السيارات التي تتكرر منها تصرفات مريبة بأخذ مواصفاتها وأرقامها والإبلاغ عنها. منع المرضى النفسيين من دخول مدارس البنات وذكر بعض الحراس أنهم يعانون من انتشار الزواحف بالمدارس، إلى جانب تعرضهم للضرب من قبل مرضى نفسيين يحاولون دخول المدرسة، كما تعرضت إحدى المدارس المتوسطة والثانوية قبل أيام للضرب من مواطن لأخذ أهله من المدرسة، التي كان بها حفل ختامي، فاشتد الكلام بينه وبين الحارس، وحصلت مضاربة، نقل الحارس على إثرها للمستشفى.