«تهديد، اختطاف، قتل».. ثلاث كلمات تجسد واقع دبلوماسيي العالم على الأراضي الليبية، فاختطاف السفير الأردني لدى طرابلس فواز العيطان، اليوم الثلاثاء، ليس ببعيد عن سيناريو تعرض الدبلوماسي التونسي منجي الحامدي للاختطاف «مارس الماضي»، وقبله أزمة الرهائن الدبلوماسيين المصريين الخمسة ببني غازي «يناير الماضي» أيضًا. وما بين تهديد الدبلوماسيين وتعرضهم للاختطاف، لا تزال مأساة مقتل السفير الأمريكي ببني غازي «سبتمبر 2012» تطارد سفراء دول العالم بليبيا بعد الإطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي، وسط تراخي الأجهزة الأمنية، وعجزها عن السيطرة على الموقف. وكأن ممثلي عواصم العالم بطرابلس كتب عليهم «النوم بعين مفتوحة وأخرى مغلقة»، لما لا ورئيس الوزراء الليبي السابق نفسه علي زيدان تعرض للاختطاف على يد مجموعة مسلحة تختلف مع توجهاته قبل إطلاق سراحه بعدها بساعات. بدورها، قالت مصادر رسمية أردنية وأخرى أمنية ليبية، الثلاثاء، إن سائق السفير الأردني تعرض للإصابة بعد الاعتداء عليه بالضرب، وأنه أدخل إلى المستشفى لتلقي العلاج، إلا إن المصادر لم تذكر تفاصيل بشأن طبيعة الاعتداء، وما إذا كان السفير الأردني قد تعرض بدوره للاعتداء. وفشلت القوات الحكومية في تحسين الأجواء الأمنية في بنغازي وطرابلس، حيث أصبحت تفجيرات السيارات الملغومة وقتل ضباط الشرطة والجيش أمورًا شائعة الحدوث بالمدينتين. وغادر معظمُ الأجانب بنغازي بعد مقتل السفير الأمريكي إلى طرابلس في هجوم شنه مسلحون على القنصلية الأمريكية في سبتمبر 2012.