أكد الكاتب الأمريكي سيجورد نيوباور أن الدوحة ستضطر إلى إجراء تغيير في سياستها الخارجية فيما يتعلق بعدد من القضايا الإقليمية لكي تسير -مع مرور الوقت- على خطى المملكة العربية السعودية. وأضاف الكاتب المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، في مقال مطول نشره معهد كارنيجي للأبحاث السياسية على موقعه الإلكتروني، اليوم الثلاثاء، أن الدوحة ستسعى إلى التوصّل إلى توافق في مجلس التعاون الخليجي حول استراتيجية إقليمية. وأشار المحلل الذي يقيم في واشنطن إلى أن قطر لكي تحافظ على بعض نفوذها الإقليمي الذي اكتسبته بشق الأنفس مؤخرًا، لا بد أن تقوم بتعزيز روابطها مع السعودية. وأوضح أنه بالنظر إلى محدودية المجال المتاح أمام قطر للتحرك والمناورة فإنها ستضطر مع مرور الوقت إلى السير على خطى الرياض. وكانت السعودية والبحرين والإمارات، أصدرت بيانًا مشتركًا قبل أسابيع، بسحب سفرائها من قطر، اعتراضًا على ما وصفوه ب"التدخل في الشأن الداخلي لدول الخليج"، وهي الخطوة التي أحدثت ضجة كبيرة في المنطقة، وأزمة غير مسبوقة عُرفت إعلاميًّا بأزمة "سحب السفراء". اقتصاد وأمن وألمح الكاتب أن الاعتبارات الاقتصادية أيضًا تعد من الدوافع التي تقف خلف هذه الانعطافة المتوقعة في السياسة الخارجية؛ حيث تتقاسم قطر حقلا للغاز مع إيران في الخليج العربي. ولفت إلى أنه ربما تشعر بأنها تحتاج إلى الحماية السعودية للاحتفاظ بقدرتها على الوصول إلى هذا الحقل في حال كانت لخصومتها مع إيران في الملف السوري تداعيات سلبية على أسواق الطاقة العالمية. ووصف الدوحة بأنها عاجزة عن قيادة أجندة دبلوماسية إقليمية. ولم يعد بإمكانها تحمُّل تداعيات خصومتها مع المملكة العربية السعودية، مؤكدًا أنه لم يبق أمام أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني من خيار سوى التوصّل إلى تفاهم مع الرياض عبر التنسيق معها حول أولويات السياسية الخارجية في المستقبل.