أدانت المحكمة الجزائية في جدة عاقا تلفظ بشكل مسيء لوالدته، بعد أن ثبت أنه لا يسمع كلامها، ويتلفظ أمامها قائلا: "أنت لست أما، إن شاء الله تموتي قبل يومك، انقلعي". وذكرت الأم المكلومة في دعواها أن عمرها 70 عاما، وعملت "فرّاشة" براتب 750 ريالا في أحد المواقع لتوفير حياة كريمة لابنها والانفاق عليه وعلى إخوته وتربيتهم، وعندما ورثت من والدتها أموالا طائلة كان ابنها العاق هو الوكيل الشرعي لجدته، بحسب ما نشرت صحيفة "عكاظ" الجمعة 4-4-2014. ووجهت الأم لابنها التهمة بالاستيلاء على ملايين من ثروة جدته، مطالبة المحكمة بسرعة إبطال الوكالات التي حصل عليها، وقالت إنها تعرضت للتهديد والوعيد من ابنها رغم إحسانها إليه. ولم يكتف الابن العاق بذلك بل طرد أمه من بيتها وقاطعها منذ رمضان الماضي، ولم يزرها، وفق ما ورد في منطوق الحكم الأولي. في المقابل، أنكر الشاب المتهم جميع التهم المنسوبة إليه، وتمسك بأنه يحسن إلى والدته، ومطيع لها، وأن خلافات مالية على إرث متوقع هي سبب هذه الدعوى. وبعد نظر قاضي المحكمة الجزائية في القضية، وعقد عدة جلسات، انتهت إلى إدانة ابتدائية للشاب الأربعيني بعقوق والدته المسنة، والتلفظ عليها، وضرب وكيلها الشرعي، والتسبب بإصابته. وأصدرت المحكمة حكما ابتدائيا يتضمن سجن الشاب 6 أشهر تعزيرًا، وتحتسب منها المدة التي أمضاها في السجن على ذمة هذه القضية، وجلده 70 سوطا تعزيرا مفرَّقة على جميع بدنه علنًا دفعة واحدة لقاء الحق العام، إلى جانب سجنه 8 أشهر تعزيرا عقب انتهاء محكوميته السابقة، وجلده 50 جلدة مفرقة على جميع بدنه علنا مكررة عليه أربع مرات لقاء حق والدته الخاص في عقوقها والتلفظ عليها. ولم يبد المدعي العام اعتراضا على الحكم، في حين قرر المدعيان في الحق الخاص قناعتهما بالحكم. أما الشاب المدعى عليه فقرر عدم قناعته بالحكم، وطلب رفعه إلى محكمة الاستئناف لتقديم لائحة الاعتراض، وأجيب لطلبه، على أن يكون ذلك خلال المدة النظامية المقررة ب30 يوما، وإلا سقط حقه في الاعتراض.