عاقبت محكمة جدة شابا عاقا بالسجن 5 سنوات والجلد 3 آلاف جلدة، إثر إدانته بالاعتداء على والدته وطردها إلى الشارع، فضلا عن إساءة معاملة والده المسن والتعدي عليه وإغلاق الباب على والده وتكرار تهديداته بضرب أخواته. وفي التفاصيل التي تابعتها «عكاظ الأسبوعية»، فقد أسفر تحقيق دائرة العرض والأخلاق في هيئة التحقيق والادعاء عن توجيه تهمة عقوق الوالدين إلى الشاب المتهم، فضلا عن تهمة تعاطيه المسكرات وتكرار الاعتداء على والديه بالضرب والشتم والألفاظ النابية وتهديده لوالده في إحدى المرات برفع السكين وإظهار عورته أمام شقيقاته. وحرر المدعي العام لائحة اتهام بحق المتهم، مطالبا بالحكم على المدعى عليه بحد المسكر، والحكم بتعزيره لقاء عقوقه لوالديه وتشديد العقوبة عليه، كون ما أقدم عليه يعد فعلا محرما ومعاقبا عليه شرعا. ومنحت المحكمة الشاب فرصة للرد على الدعوى والاتهامات الموجهة إليه، فصادق على صحة ما ذكره المدعي العام من عقوق الوالدين وتعاطيه المخدرات والمسكرات. وأشارت شقيقة الشاب العاق في شهادتها أمام المحكمة أن أخاها مغالٍٍ في العقوق، وأنه سبق أن دخل السجن بسبب تعاطيه المخدرات إلا انه لم يرتدع، وأضافت أصبحت الأسرة غير آمنه على نفسها بسبب سوء سلوكه، وطالبت بالأمر بعلاجه من الإدمان قبل إطلاقه. وقال الشاب العاق للمحكمة إن ما كان يصدر منه من تجاوزات بحق والديه بسبب تناوله للمسكرات والمخدرات. وانتهت المحاكمة بإدانة الشاب بالعقوق، وجاء في الحكم أنه بناء على دعوى المدعي العام وإجابة المدعى عليه ودعوى المدعي، ولما ورد في تقرير الطب الشرعي من ثبوت تعاطي المدعى عليه للمسكر والمخدرات حكمت المحكمة بجلده 80 جلدة علنا حد المسكر، كما ثبت على المدعى عليه عقوقه لوالديه وتهديده لهما ولإخوانه بالقتل، ونظرا لسوابقه الظاهرة بالصحيفة، وهي ثلاث في السكر أقيم الحد عليه فيها جميعا، ما يدل على استهتاره وتأصل الإجرام في نفسه، لذلك حكمت المحكمة بسجنه خمس سنوات من تاريخ إيقافه وجلده 2500 جلدة مفرقة على بدنه وعلنا ومجزأة بين كل مرة وأخرى عشرة أيام، إضافة إلى إحالته للجهة المختصة لعلاجه من الإدمان. وأبلغت «عكاظ» مصادر أن جدة سجلت العام الحالي زيادة ملحوظة في قضايا العقوق تصل 15 20 % عن النسبة المتداولة أمام هيئة التحقيق والادعاء العام وأمام المحاكم، وأصدرت محكمة جدة وحدها العام المنصرم نحو 343 حكما في قضايا إيذاء أو عقوق أحد الوالدين. وتقدر عدد حالات عقوق الوالدين التي حققت فيها هيئة التحقيق والادعاء العام بأكثر من ألف وخمسمائة قضية خلال العام، وبلغ عدد قضايا عقوق الوالدين المسجلة خلال العام 1433ه في المحاكم السعودية 1074 قضية، وكشفت وزارة العدل نسبة قضايا عقوق الوالدين الواردة إلى محاكمها، حيث كانت النسبة الأعلى لمحافظة جدة بعدد 280 قضية، تليها الرياض 233 قضية، مكةالمكرمة 117 قضية، وتبوك 66 قضية، فيما بلغت قضايا عقوق الوالدين في المدينةالمنورة 60 قضية، الطائف 49 قضية، 42 قضية في سكاكا، 39 قضية في الدمام، 36 قضية في حائل، 27 قضية في خميس مشيط، 18 قضية في أبها، 15 قضية لكل من الأحساء والخبر، 14 قضية عقوق في نجران، 12 قضية في الخرج، و11 قضية في عرعر. وسجلت محاكم بريدة وجيزان سبع قضايا لكل منهما، وست في محافظة ينبع، بينما سجلت محاكم الدرعية وعنيزة وصبيا أربع قضايا لكل محكمة منها، وثلاث قضايا في محكمة أبوعريش، فيما تساوت محاكم الرس والقطيف والخفجي وضمد بواقع قضيتين في كل محكمة، وكانت الجبيل وبقيق الأقل نسبة في قضايا عقوق الوالدين خلال العام الماضي بواقع قضية لكل منهما. وقال المحامي والمستشار القانوني خالد السريحي أن الاختصاص في قضايا عقوق الوالدين ينعقد للمحكمة الجزائية، مضيفا أن قضية عقوق الوالدين أحدهما أو كليهما تعتبر من القضايا الموجبة للحبس الاحتياطي، إعمالا بالقرار الوزاري رقم (1900) في 9/7/1428ه المحدد للصلاحيات الممنوحة لوزير الداخلية بموجب المادة 112 من نظام الإجراءات الجزائية تحديد الجرائم الكبيرة الموجبة للتوقيف، وعد منها في الفقرة 15 (الاعتداء على أحد الوالدين بالضرب ما لم يحصل التنازل)، وقالت شريفة الغامدي أخصائية نفسية أن الأسباب كثيرة ،منها ما هو ديني أو اجتماعي أو نفسي أو سلوكي، ولا يمكن تعميم كل هذه الأسباب مجتمعة أو منفردة، وأكدت أن المخدرات تعتبر سببا رئيسيا في تدمير السلوك وتقود صاحبها إلى كل طرق الإجرام.