توج الأمير خالد الفيصل وزير التربية والتعليم، 72 مبدعًا ومبدعة من نوابغ الوطن بجوائز الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي (إبداع 2014) في مسارَيْ البحث العلمي، والابتكار، و27 مشروعًا بجوائز خاصة مقدمة من: أرامكو، سابك، المؤسسة العامة لتحلية المياه، جامعة الفيصل. وأقيم مساء اليوم الثلاثاء حفل توزيع الجوائز، بمركز الملك فهد الثقافي في الرياض، بحضور نائب أمير منطقة الرياض الأمير تركي بن عبدالله، وعدد من مسؤولي وزارة التربية والتعليم و"موهبة"، ونائب رئيس شركة إنتل لشؤون الشركات في منطقة الشرق الأوسط، وأوروبا، وإفريقيا، وعدد من الخبراء والمهتمين بمجال الموهبة والإبداع. كما حضر الحفل أولياء أمور الطلبة والطالبات ومسؤولي المدارس، وتخللت فعاليات الحفل الإعلان عن وقف بقيمة 10 ملايين ريال للأولمبياد، قدمها رجل الأعمال الشيخ يوسف بن عوض الأحمدي، رئيس مجلس إدارة شركة الأفكار السعودية. ونقل الأمير خالد، راعي الحفل في كلمة ألقاها، تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، والأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد، يحفظهما الله، وتمنياتهما الطيبة لأبنائهم وبناتهم المبدعين والمبدعات، لتحقيق المزيد من النجاحات من أجل رفعة وطنهم، وتحرير موقعه المستحق على خارطة العالم المعاصر. وقال: "يشرفني أن أرعى -للمرة الأولى- محفل الفخار بهذه النخبة المميزة من أبناء الوطن وبناته، الذين صبروا وثابروا على البحث، وجدوا واجتهدوا في استكناه المغلق، وسبر أغوار الحقيقة حتى خرجوا بكنوز المعرفة التي أهلتهم لهذا الشرف فاستحقوا منا كل الحفاوة والتقدير". وأضاف: "اليوم يتجدد اللقاء احتفاء بهذا الحصاد لشجرة الرعاية الوارفة الكريمة التي غرستها ورعتها مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع "موهبة"، بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم، التي تبنت هذا الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي لتحفيز اهتمامات الطلبة والطالبات في ميادين العلم والمعرفة". وأردف أن الوزارة دأبت على توفير البيئة التنافسية التي تشبع فضولهم العلمي، وتنمي روح الإبداع لديهم، امتثالا لدعوة الخالق -جل وعلا- إلى إعمال العقل، وتأمل الكون، وما احتوى من آيات ودلائل، وإعمار الأرض وترقيتها على شرعه ومنهجه". واستطرد قائلا: "والحق أقول إنكم معاشر الطلبة والطالبات كنتم على مستوى المسؤولية والطموح، لاستئناف الدور الريادي في صناعة الحضارة التي سبق بها أسلافكم، فأضاءت مشاعلها أركان العالم، وها أنتم اليوم بالجهد الصادق والعمل الدؤوب عازمون على الشراكة الفاعلة في صناعة حضارة اليوم لتكونوا خير خلف لخير سلف". وبيَّن وزير التربية، أن الوزارة تدرك مسؤوليتها العظمى عن بناء الإنسان في أهم مراحل حياته، وتؤمن بأن التحول إلى الاقتصاد المعرفي هو الأساس الراسخ للتنمية الفاعلة المستدامة، التي تنطلق من رؤية خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله- في النهوض بالوطن إلى مصاف العالم الأول". وأكد أن الوزارة لن تدخر وسعًا في مواصلة تطوير آلياتها لتجاوز مرحلة تراكم المعلومات وتصنيفها واستظهارها إلى استهداف بناء المعرفة وإنتاجها وتوظيفها في خدمة هذا الهدف النبيل. وتقدم بخالص التهنئة للفائزين والفائزات بالميداليات الذهبية والفضية في المسابقات الدولية للرياضيات، والفيزياء، والكيمياء، وجوائز الإنتل خلال السنوات الثلاث الماضية، كما وجه تحيته وتقديره لأبنائه وبناته من الطلاب والطالبات الذين أقدموا بكل الثقة والشجاعة على الانخراط في ماراثون هذه المنافسات، ودعاهم إلى مواصلة السعي لمزيد من الإنجازات. وحيا الأمير الفيصل الفائزين والفائزات بأبيات شعرية لاقت استحسان الحضور.. قال فيها: "يسبق الإبداع حلم المبدعين.. والعظام أصلها ومضات فكرة.. والفرص نفحات رب العالمين". وفي ختام كلمته قدم شكره وتقديره لكل من ساهم في نجاح هذا الأولمبياد، مسؤولين، ومعلمين، ومدربين، ومحكمين، وللجهات الراعية، سائلا المولى جلا وعلا التوفيق والسداد للجميع، والمزيد من التألق بالإبداع. من جهته، قال المشرف العام على الأولمبياد في "موهبة"، أحمد البلوشي، إن 1260 يومًا مضت منذ انطلاقة الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي في 2011 كمظلة لكافة المسابقات والمعارض العلمية التي كانت تنفذها وزارة التربية والتعليم، ومؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع "موهبة"، ونحن نعيش حاليًّا متعة وبهجة موسمه الرابع. وبين البلوشي أن المسيرة تخللتها أيامٌ حافلة بالتحدي والمثابرة والإنجاز، حيث انضوى تحت سقف الأولمبياد أكثر من 189.696 مشارك، في مساري البحث العلمي والابتكار، تنافسوا في 820 معرضًا على مستوى إدارات التربية والتعليم والمناطق التعليمية، وحكم تلك المشروعات ما يربو على 7700 محكم ومحكمة، وفحصت مشروعاتهم من قبل 209 أعضاء في اللجان العلمية ولجان الأخلاقيات العلمية. ولفت المشرف العام على الأولمبياد في "موهبة" إلى أن المحرك الرئيسي لذلك الحراك وما تحقق -بعد فضل الله تعالى- يكمن في الرعاية الكريمة، والدعم الكبير، والعناية الخاصة، لمواهب طلبة المملكة من لدن خادم الحرمين الشريفين، الذي استودع "موهبة" ووزارة التربية والتعليم مسؤولية الرعاية والسقيا لهذه البراعم، بجانب الشغف الكبير، والحماس المتدفق، وحب العلم والمعرفة لدى هذه البراعم، مما جعل مسؤولي الأولمبياد الوطني، في سباق مع الزمن لمواكبة تطلعاتهم، وإرواء نهمهم.