ثارت حالة من الجدل والأخذ والرد بين أروقة النادي الأدبي الثقافي في منطقة حائل حول العلاقة بين المثقف والإعلامي خلال محاضرة بهذا الشأن للإعلامي عبد الله المديفر. وبدأت المحاضرة التي أدارها عبد العزيز السليم وأخذت عنوان "علاقة الجدلية بين المثقف والإعلامي" بمقدمة تعريفية عن الإعلامي المديفر الذي اشتهر ببرنامجي "لقاء الجمعة" و "في الصميم" بقناتي الرسالة وروتانا الخليجية، كما أنّه كاتب في صحيفة اليوم وُمنتج إعلامي. وفي موضوع المحاضرة قال المديفر إنه في المجتمع السعودي يتميز الإعلامي بالنقد، فيما "فشل" المثقف في نقل الثقافة من الصالونات الثقافية إلى شوارع المجتمع. وذكر قصة أن في أمريكا حدث أن مجموعة من الأشخاص أنتجوا مشروعاً للإعلام الجديد وقاموا بتسويقه، ورصدوا له 23 مليار دولار لكي يقنعوا من رفض فكرة الإعلام الجديد، وهذه ثقافة إغراء للمنتج الجديد، لكي يتقبل الناس الفكرة، ويجب أن تتبنّى اللعبة الإعلامية لتسويق أفكارك وترويجها عند الناس. كما نصح المثقفين بأن ينتجوا أفكارا تخدم الفكر والثقافة فقط بعيدا عن السياسة والدين. وشدّد المديفر أنّه يجب على المثقف إنتاج فكرة تخدم الفكرة والثقافة فقط بعيدة عن السياسة والدين، فأنت يجب أن تظهر نفسك وتتحدث عن المفيد دون إدخال التيارات, ووصف علاقة المثقف والإعلامي بأنّها علاقة حذرة وخوف من الاحتكاك. وفي المداخلات قال الإعلامي علي العريفي عن العلاقة بين المثقف والإعلامي إن الأخير "قادر على إيصال الخطاب الثقافي بعكس المثقف، ولولا الإعلامي لعاش المثقف في عزلته". ورد المديفر على مداخلة العريفي قائلاً: إن "الإعلامي مثل التاجر يحاول بيع سلعته، وبالنظر إلى العلاقة بين المثقف والإعلامي لا ينبغي وجود فجوة أو صراع، بل يجب أن يكون هناك علاقة، ولا يجب أن يأخذ المثقف دور (المعذِّب) أو صاحب العمل الذي يجب أن يعمل عنده الإعلامي، وعليه أن يزيل النظرة المشهورة التي من الممكن أن تكون لدى الأستاذ الجامعي مع طلابه فقط، وألا تظهر في الشارع". وفي مداخلة أخرى للدكتور مشعان الشمري قال: "إننا نعيش حالة المثقف الكسول وليس المثقف صاحب المبدأ، ويجب على المثقف أن يكون ذا أخلاق، وأن يكون كما من ينحت من الصخر دون كلل أو ملل لكي يصل إلى هدفه". ورد المديفر مؤيدا: "الكسل حالة إنسانية على الجميع". كما أجاب على المداخلة الصوتية لعضو مجلس إدارة النادي الأدبي الثقافي في منطقة حائل، الدكتور فهد العوني، الذي سأل عن المقصود بالمثقف والإعلامي ، قائلاً: "يطول الحديث، وربما لن تكفينا هذه الليلة عن الحديث عن المثقفين والمثقف الذي يعمل في المعرفة وهو قادر على إنتاج المعرفة، والإعلامي ليس كالمثقف؛ لأن عمله يكون وفق أحد أمرين: إمّا أن ينقل واقع الناس كالمرآة أو ينقل طموح الناس". وتساءل المهندس حسني جبر: "لماذا اكتسب المثقف في الغرب وضعه الخاص بعد سقوط الكنيسة؟". وأجاب المديفر قائلاً: "رجل الدين في الغرب يختلف عنه في بلداننا، وأنا ضد احتكار فئة معينة من الناس لكل العلوم، بل يجب أن يكون كلٌ في تخصصه". ومن ناحية أخرى قال المديفر إن الناس "يحكمون على الشخص من شكله، بأنه مثقف أو متعلم، والمثقف المبدع هو المفكر، وأنا مع التسويق وإنتاج ما يتم تسويقه، والمثقف هنا ضعيف ولا يضاهي المثقف الغربي". وحث المديفر المثقفين والأكاديميين على أن يجعلوا الإعلاميين يلاحقونهم ؛لأن فكرهم وإنتاجهم مميّز. وفي نهاية المُحاضرة سلَّم نائب رئيس مجلس إدارة النادي الأدبي بحائل، رشيد بن سلمان الصقري، وعضو مجلس الإدارة، عبد الرحمن اللحيدان، الإعلامي عبد الله المدير درعا تذكارية؛ تقديرا له ولحضوره.