واصلت القوات الروسية توغلها في شبه جزيرة القرم الأوكرانية، اليوم الاثنين، فيما تبحث أمريكا سبل التدخل السلمي لوقف الإجراءات الروسية، وسط تنظيم تظاهرات مؤيدة لضم القرم لروسيا في وسط موسكو. وأكد ضابط أوكراني أن قوات روسية فتحت نيران البنادق الآلية اليوم الاثنين أثناء دخولها موقع بحري أوكراني في القرم. وقال الضابط الذي ينتمي إلى كتيبة المركبات في البحرية الأوكرانية "القوات الروسية اقتحمت القاعدة بالقرب من بلدة باختشيساراي بعد الساعة (1200 بتوقيت جرينتش) وأخذت الهواتف المحمولة من الأوكرانيين وبدأت تحاول إخراج المركبات ولم يصب أحد من أفراد القوات الأوكرانية ويعمل قائد القاعدة على التفاوض لإنهاء هذا التحرك"، وفقا لوكالة «إنترفاكس» للأنباء. وسيطرت القوات الروسية على عدد من المنشآت العسكرية في مختلف أنحاء شبه جزيرة القرم لكنها لم تتبادل إطلاق النار مع القوات الأوكرانية. مظاهرات موسكو وعلى صعيد متصل، احتشد نحو 500 شخص يؤيدون ضم شبه جزيرة القرم إلى روسيا في وسط موسكو اليوم الاثنين (10 مارس آذار) لإظهار تأييدهم للأوكرانيين الذين يتحدثون اللغة الروسية. ويرفض النشطاء الحرب في أوكرانيا لكنهم قالوا انهم يعتقدون أن حال القرم سيكون أفضل إذا تم ضمها لروسيا، مضيفين "السلطة في كييف استولى عليها إرهابيون". وأكدت متظاهرة تدعى يلينا، أن المشاركين في التجمع الحاشد جاءوا طوعا لإظهار تأييد حقيقي، قائلة "جاءوا إلى هنا بنية خالصة ولم يرسلهم أحد، إنهم هنا لتأييد شعبهم في أوكرانيا، صراحة هناك الكثيرون الذين يتصرفون مثل بانديرا في موسكو ونحن خائفون منهم، لكنهم يمثلون الأقلية حتى الآن لذلك يمكننا التغلب على هذا الخوف لأن عددنا كبير". وأضافت "كلما زاد عدد الموجودين هنا زاد تأثيرهم" وكانت تشير إلى ستيفان بانديرا الزعيم السابق لمنظمة الأوكرانيين القوميين وكانت المنظمة قد رحبت بغزو النازي للاتحاد السوفيتي كسبيل لتحقيق الاستقلال". ويحترم الأوكرانيون القوميون بانديرا لمقاومته الاحتلالين الروسي والبولندي لأوكرانيا لكن يدينه آخرون باعتباره تواطؤا مع النازي أثناء الحرب العالمية الثانية. أوباما يبحث الحل السلمي وفي السياق ذاته، بدأ الرئيس الأمريكي باراك أوباما أسبوعا جديدا من المشاورات الدبلوماسية بشأن الأزمة الأوكرانية باتصال هاتفي مع نظيره الصيني شي جين بينغ ركزا خلاله على ضرورة التوصل إلى حل سلمي للتدخل العسكري الروسي. ويسعى أوباما الذي سيلتقي برئيس الوزراء الأوكراني ارسيني ياتسينيوك في البيت الأبيض يوم الأربعاء للضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حتى يخفف قبضة روسيا على منطقة القرم الواقعة جنوبأوكرانيا. وتعد الصين حليفا مهما لروسيا وكانت قد صعدت التوتر مع اليابان بإعلانها منطقة دفاع جوي فوق جزر نائية في بحر الصين الشرقي تطالب بكين وطوكيو بالسيادة عليها. ولم يقدم بيان للبيت الأبيض اليوم الاثنين الكثير من التفاصيل بشأن ما جرت مناقشته بين أوباما وشي وقال إن الزعيمين اتفقا على "أهمية الحفاظ على مبادئ السيادة وسلامة الأراضي في أوكرانيا وكذلك في إطار النظام العالمي الأوسع نطاقا." وقال البيت الأبيض "أشار الرئيس إلى هدفه الأهم وهو استعادة سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها وضمان أن يتمكن الشعب الأوكراني من تحديد مستقبله دون تدخل خارجي." وأجرى أوباما مناقشات دبلوماسية مختلفة مطلع الأسبوع بحثا عن حل للأزمة. وصوت برلمان القرم الموالي لروسيا الأسبوع الماضي لصالح إجراء استفتاء للبت في مسألة انضمام المنطقة لروسيا.