توالت ردود الفعل الرسمية والشعبية الغاضبة، تجاه اختراق سفينة ترفع علم كوريا الشمالية، المياه الإقليمية الليبية وذلك لتحميل النفط بطريقة غير مشروعة من ميناء السدرة والمسيطر عليه من قبل جماعات مسلحة تابعة لإبراهيم جضران رئيس ما يُسمى بالمكتب السياسي لأقليم برقة. نفي علاقة المملكة بالناقلة ونفت الحكومة الليبية المؤقتة بشكل مطلق ما تناقلته بعض وسائل الإعلام من أنها أعلنت عن ملكية السعودية لناقلة النفط التي دخلت ميناء "السدرة". وأكدت الحكومة في بيان لها على موقعها الإلكتروني اليوم الأحد، عدم تصريحها أو أي مسؤول حكومي بهذا. وناشدت الحكومة وسائل الإعلام توخي الدقة والمهنية عند نقلها للأخبار. بدوره أكد المتحدث الرسمي باسم المؤتمر الوطني العام الليبي (البرلمان) "عمر حميدان" ما قاله سفير خادم الحرمين الشريفين بليبيا، بشأن نفي ما نقل في وسائل الإعلام عن علاقة الباخرة بالمملكة بصفة رسمية. موقف البرلمان الليبي وفي السياق ذاته، قال حميدان إن المؤتمر استعرض في جلسته اليوم الوضع الحالي لاختراق باخرة نفط كورية شمالية المياه الإقليمية الليبية بطريقة غير مشروعة. وأوضح حميدان أن المؤتمر لن يقف مكتوف الأيدي، وستكون هناك ردة فعل جدية تضمن عدم الاعتداء مرة أخرى على السيادة الليبية. وأضاف أن النائب العام أعد مذكرة قبض على الباخرة، ومن هم على متنها وكل من له علاقة بها، ومصادرتها وفقا للقوانين الليبية باعتبار ما حدث اعتداءً على السيادة، لافتا إلى أن رئاسة المؤتمر تواصلت مع الأطراف والوزارات المعنية، حيث تم استدعاء سفير كوريا الشمالية الذي أصدر تعليماته لقبطان الباخرة بأن يعود حيث كان. وكشف حميدان أنه تمت الاستعانة بالثوار لضبط الباخرة المنتهكة للسيادة الليبية واقتيادها إلى إحدى الموانئ الليبية بطرابلس أو مصراته أو بنغازي، مشيرا في هذا الخصوص إلى أن هناك إخفاقًا كبيرًا لرئاسة الأركان فيما يتعلق بهذا الموضوع.. حسب قوله، وهو ما تم استعراضه في الجلسة الصباحية للمؤتمر. وأضاف حميدان أن رئاسة المؤتمر أكدت أنه سيكون هناك إجراء قوي لإعادة السيطرة على الموانئ النفطية، كما أن الرئاسة استقبلت رسائل وتوجهات من المناطق الشرقية التي عبرت عن غضبها من هذه الواقعة، مطالبة الدولة الليبية والمسؤولين بتحمل مسؤولياتهم باتخاذ قرار قوي لمنع الباخرة من المغادرة وضمان كرامة وسيادة الدولة الليبية. صدور أوامر بالضرب من جانبه، أكد وزير الثقافة والمجتمع المدني الليبي الحبيب الأمين باسم الحكومة الليبية المؤقتة، أن دخول الناقلة الكورية الشمالية ميناء السدرة يُعد انتهاكا لسيادة الدولة الليبية والقوانين الموجودة، وعملا خارج سلطة الدولة، ولا يمثل إلا الجماعة التي قامت به والتي سيتعهدها القانون بالتعامل والتوصيف. وقال الأمين إن الأوامر صدرت بالفعل من رئاسة مجلس الوزراء إلى وزارة الدفاع ورئاسة الأركان بالضرب واستعمال القوة أو جميع الإجراءات الممكنة لإيقاف أو حجز أو ضرب الناقلة بالقوة ، إن لم تمتثل للتعليمات التي وجهت إليها بعدم الدخول أو الخروج. وأضاف أنه تم التنسيق عبر عدة نقاط بحرية والقواعد البحرية ومع ثوار ليبيا في عدة مناطق ليبية ، وتم أيضا تحريك عدد من القطع البحرية ، وأن أحدا لا يستطيع تحريك هذه السفينة وإلا ستبقى خردة في مكانها وهذا أمر مؤكد ومحسوم. جريمة تلبس وبدوره أكد رئيس قسم التحقيقات بمكتب النائب العام، الصديق الصور، أن المستشار النائب العام أمر بضبط هذه الناقلة ومنعها من المغادرة، ولو أدى الأمر إلى استعمال القوة بما أن الحادثة تشكل وفق القانون الجنائي الليبي جريمة تهريب وجريمة اقتصادية. واعتبر الصور ما قام به ربان الناقلة جريمة متلبس بها لان الباخرة موجودة في الميناء وتقوم بعملية السرقة في وضح النهار، وأن ما ارتكبه ربانها أو طاقمها هو محل للمصادرة، وأن أمر ضبطها أصبح شرطا لازما وفقا للقانون الليبي. هيئة علماء ليبيا وطالبت هيئة علماء ليبيا، ودار الإفتاء، ومجلس البحوث والدراسات الشرعية، ورابطة الخطباء والوعاظ، اليوم الأحد، بمقر دارا لإفتاء بالعاصمة طرابلس الثوار الحقيقيين بالتصدي لناقلة النفط الكورية واحتجازها واقتيادها لأحد الموانئ التي تقع تحت سيطرة الدولة. وعلى المستوى الشعبي نظم عدد من المحتجين بميدان ساحة التحرير بمنطقة جالو، وقفة احتجاجية أعلنوا خلالها رفضهم واستنكارهم للتعدي على السيادة الليبية. وطالب المحتجون، الحكومة بضرورة إجراء التحقيق حول كيفية دخول الناقلة النفطية للمياه الليبية ومحاسبة المتعاونين معها، كما دعوا إلى ضرورة إيجاد بدائل لمسارات إمدادات النفط و الغاز تكون خاضعة لسيطرة الدولة. كما نظم عدد من المواطنين والنشطاء ومؤسسات المجتمع المدني في مدينة أجدابيا، منذ لحظات، وقفة احتجاجية على خلفية شروع مجلس ما يعرف بإقليم برقة في عمليات بيع النفط خارج شرعية الدولة. واستنكر المشاركون في الوقفة الاحتجاجية عمليات بيع النفط بطريقة غير مشروعة من قبل ما يعرف بإقليم برقة من ميناء السدرة النفطي. وقال رئيس المجلس المحلي أجدابيا سالم الصبيحي في كلمةٍ له إن" هذه الانتهاكات خطيرة وتؤدي إلى تقسيم ليبيا إلى دويلات صغيرة"، مشيرا إلى أن هذا الأمر لن يرضى به أحد، معلنا عن بداية اعتصام مفتوح في ساحة التحرير بالمدينة حتى إنهاء هذه الأزمة. رد المسلحين أعلن مسلحون ليبيون يسيطرون على ميناء في شرق ليبيا أن أي أذى يلحق بناقلة النفط الكورية الشمالية سيكون بمثابة "إعلان حرب" . تحاصر قوة مكونة من مسلحين ليبيين من مدينتي بنغازي ومصراته (شرق) منافذ ميناء السدرة النفطي، التي ينْتظر أن تخرج منها ناقلة نفط أجنبية كانت قد حملت شحنة من النفط الخام بالاتفاق مع جماعة مسلحة تسيطر على الميناء منذ شهور، دون موافقة الحكومة. وقال أحمد الجازوي، أحد هؤلاء المسلحين من مدينة بنغازي إن زوارق بحرية تم تجهيزها بأسلحة ثقيلة ومتوسطة يقودها ثوار من مدينتي بنغازي ومصراتة تحاصر الآن جميع منافذ ميناء السدرة النفطي، الذي توجد به ناقلة نفط تحمل العلم الكوري الشمالي، بعد أن حملت شحنة من النفط بطريقة غير شرعية". وكان ما يعرف بالمكتب التنفيذي لإقليم برقة في ليبيا، أعلن أمس عن بدء تصدير أول شحنة نفط خام من الموانئ، التي يُسيطر عليها في شرقي البلاد، من خلال بيع النفط لناقلة تحمل علم كوريا الشمالية ترسو في ميناء السدرة النفطي (180 كم شرقي مدينة سرت). وأضاف الجازوي في تصريحات صحفية أن الثوار سيقومون بالقبض على تلك الناقلة باعتبارها تعدت على السيادة الليبية واشترت النفط من "جسم غير معتمد"، مؤكدًا أنهم ضد بيع النفط بطرق غير شرعية.