حذر الدكتور عمر العبيد، استشاري جراحة المناظير والسمنة بمستشفى الملك خالد الجامعي، من تناول كميات كبيرة من الطعام والجلوس لفترات طويلة أمام شاشات الحاسبات الآلية للدخول على الإنترنت، لأنها من أهم مسببات السمنة. وقال العبيد، خلال حلقة الليلة من برنامج «الثامنة» على قناة «MBC»، التي ناقشت مشكلة الإصابة بالسمنة بين مواطني المملكة والمضاعفات الناجمة عنها: "قلة الحركة والعادات السيئة للغذاء هي السبب الرئيسي للسمنة، بالإضافة إلى تحول الأطفال لألعاب إلكترونية بعيدة عن الحركة، وتناول الطعام بين الوجبات الرئيسية". وأضاف "أصبحت وجبة العشاء هي الوجبة الرئيسية لدى الكثيرين، حيث إن الشخص يتناول الطعام ثم يخلد للنوم، أو يجلس بدون حركة لمتابعة التلفزيون، كما أن مطاعم الوجبات السريعة قد ساهمت بشكل كبير في انتشار السمنة بين قطاع كبير من البشر". وتابع "الجسم يفرز هرمونات وإنزيمات بأوقات معينة وفقًا لعادات تناول الوجبات، وعدم الانتظام في مواعيد الطعام يؤدي لوجود خلل في إفراز الجسم لتلك المواد وعملية الحرق، وتعتبر علاجات السكر من ضمن أدوية زيادة الحرق، ولكن هذا التصرف خاطئ، كما أن التحوير هي عملية تصغير المسافة التي يمر من خلالها الطعام". وأوضح الدكتور صالح الأنصاري، أستاذ مساعد طب الأسرة والمجتمع، أن ضبط التغذية تساهم بشكل كبير في ضبط الوزن، قائلا: "الرياضة بمفردها لا تحقق الوزن المثالي، ولكن هناك العشرات من الأنشطة البدنية التي تحقق تحسن الصحة بصورة جيدة «النوم، وضبط الحالة النفسية»، كما أنها تساهم في تحسين عمل القلب وضغط الدم". ونوه الأنصاري إلى أنه لا يمكن اختزال فوائد الطبيعة بكبسولة، في إشارة إلى الأدوية التي يلجأ إليها البعض للتخفيف من وزنه دون الاعتماد على اتباع نظام غذائي صحي، وممارسة الرياضة بكافة أنواعها وأشكالها، مضيفًا: "يتناول البعض أدوية لتخفيض الوزن دون إرشادات طبية، وهو ما يشكل خطورة على الصحة". من جانبه قال سعيد بخاري، مريض بالسمنة: "ليس لدينا في العائلة تاريخ مرضي بالسمنة، وأخي من ضمن أفضل 5 لاعبين كمال أجسام بالمملكة، ولكنني أعاني من السمنة منذ ولادتي، وأدت كثرة تناول الطعام وقلة الحركة لتفاقم المشكلة، ووصل وزني الآن إلى 178 كيلوجراما". وشدد راشد النافع، اختصاصي التغذية العلاجية، على أن المشكلة الرئيسية في إصابة قطاع عريض بالسمنة في السعودية هي عدم تنظيم الأكل، وتناول أطعمة تحتوي على سعرات حرارية كبيرة، مضيفًا: "عدم تحديد موعد لكل وجبة يزيد من فرص الإصابة بالسمنة في المملكة". وأكد النافع، أن عملية الحرق تكون عالية في فترة الصباح، لذا من الضروري الانتظام في تناول وجبة الإفطار، قائلا: "يستفيد الجسم من الإفطار بصورة كبيرة، لأنه يستمر في حرق السعرات الحرارية طوال النهار، حتى وإن كانت الحركة قليلة، ولكن في الليل يكون الجسم مسترخيًا ولا يحرق بالمعدل المناسب". وتحتل السعودية «المرتبة الثالثة» في السمنة، بعد الكويت «المرتبة الأولى» وأمريكا «المرتبة الثانية» وأكدت دراسات أن عدد الأطفال المصابين بالسمنة في السعودية، وصل إلى نحو ثلاثة ملايين ونصف المليون طفل، ونحو 7 آلاف طفل في المنطقة الشرقية وحدها، كما بلغ عدد الوفيات بسبب أمراض السمنة في السعودية نحو 20 ألف حالة سنويًّا. شاهد الفيديو..