قالت صحيفة "لوموند" الفرنسية إن مسلمي جمهورية إفريقيا الوسطى يفرون من وطنهم إلى بلدان لا يعرفونها هربا مما وصفته ب "أسوأ عملية تطهير عرقي" ضد المسلمين في تاريخها. وأضافت الصحيفة أن الفارين يسعون لتجنب القتل على يد الجماعات المسلحة المسيحية واللصوص، فضلا عن أجواء الكراهية. من ناحيتها قالت صحيفة "ليبراسيون" اليومية الباريسية، إنه على الرغم من أن وزير الدفاع الفرنسي سيبدأ في وقت لاحق اليوم زيارته إلى إفريقيا الوسطى، وعلى الرغم من وجود قوات عسكرية دولية، إلا أن الاستمرار في القتال وسقوط العديد من القتلى والجرحى والمشردين، مستمر. وأشارت إلى عملية النزوح الجماعي للسكان المسلمين الذين يفرون إلى تشاد والكاميرون ، مشددة على أن عشرات الآلاف من الأقليات تدفع ثمن الانتهاكات التي يرتكبها المقاتلون السابقون بعد استيلائهم على السلطة في مارس 2013. وفي السياق ذاته دعت أمس منظمة العفو الدولية المجتمع الدولي للتحرك من أجل وقف عمليات "التطهير" الجاري بحق مسلمين في غرب جمهورية إفريقيا الوسطى، مشيرة إلى أن القوات الدولية المنتشرة في هذا البلد "عاجزة" عن وقفه. وتدهورت الأوضاع الأمنية في جمهورية إفريقيا الوسطى منذ الانقلاب الذي قاده ميشال دجوتوديا وائتلاف سيليكا المتمرد، الذي حمل السلاح في نهاية 2012، وأطاح بالرئيس فرنسوا بوزيزيه في مارس 2013. ويعد الإسلام الديانة الثانية في البلاد بعد المسيحية، ويقدر عدد المسلمين بنسبة 15% من السكان البالغ عددهم 4,5 مليون عام 2009 وفق إحصاءات غير رسمية.