قال الداعية الدكتور محمد السعيدي إنه بعد تورط بعض شبابنا في الاقتتال بين الفصائل في سوريا وشيوع مقاطع لبعضهم يصرحون فيها بالتكفير برز سؤال :من حرض الشباب على الذهاب؟، وأضاف في عدة تغريدات له على موقع "تويتر"، أن بعض الإعلاميين قاموا بالمجازفة باتهام دعاة بأعينهم وفي تصوري أن مثل هذا الاتهام ليس عادة مما يمر بهدوء. وطرح السعيدي عدة تساؤلات من بينها ،هل من التحريض الوقوف بجانب الإخوة السوريين والتعبير عن الألم لمعاناتهم والدعوة للوقوف معهم وإقامة الحملات الإعلامية لتأييدهم وفضح أعدائهم؟ وكذلك هل من التحريض المشاركة في إغاثتهم في الداخل والخارج وحث الأمة حكاماً وشعوباً ومؤسسات على القيام بكامل واجبها نحوهم كل بحسبه؟ مضيفا تساؤلا آخر : هل من التحريض المشاركة في المؤتمرات التي تُشعر المقاتلين داخل سوريا بوقوف الأمة معهم فيشتد أزرهم وتقوى عزائمهم ويعظم صبرهم؟ وتابع :هل من التحريض الدعاء للإخوة بالتمكين وللمجاهدين بالنصر والتكلم بلسانهم ورفع شكواهم إلى الله ثم إلى من بيده الأمر من عباده؟ وقال السعيدي :كل ذلك ليس من تحريض الشباب على الخروج إلى سوريا ومن كان هذا دأبه فلن يأبه بما يقال عنه ولن يعتذر منه وسوف يمضي في طريقه الخيرة" ، كما أكد أن التحريض هو دفع الشباب للخروج إلى المعارك وتزيين الأمر لهم بالفتوى بجواز ذلك أو وجوبه والتقليل من شأن المنع الصادر من الدولة أو إنكار اعتباره، لافتا إلى أنه "من التحريض تسخيف ما يذكره أهل الرأي والسياسة من سوء مآلات خروج الشباب والاستهتار بما يقوله قيادات السوريين من عدم الحاجة إلى الرجال" وتساءل مجددا :"هل الخير أن نشغل أنفسنا والمجتمع بتوجيه التهمة إلى فلان وفلان بتحريض الشباب على الذهاب لسوريا أم الخير أن يقتنع الشباب بعدم الذهاب" لافتا إلى أنه "إذا كان الخير هو إقناع الشباب بعدم الذهاب إلى سوريا فتوجيه التهم ليس هو الذي يقنعهم ولا ينفع المجتمع" أما "إن كان الغرض هو الإسقاط فقط فإن توجيه الاتهام قبل معالجة الفكرة بجدارة سيؤدي إلى مزيد من الشقاق الفكري وبالتالي رفع من أُريد إسقاطه" وخص السعيدي الإعلاميين بحديثه مغردا" ألم يعقِل الإعلاميون في بلادنا أن أقلامهم وألسنتهم كلما تسلطت لإسقاط رمز ارتفع قدره وكلما عملت لترميز مغمور زادت في الناس شناءته" متسائلا "لماذا يعمل بعض إعلاميينا على إحداث الشقاق بين أبناء الوطن وحقه أن يكون حجراً في جسر التواصل والتآلف وجمع الكلمة ، أليس هذا ما نريد؟" ودعا الجميع إلى ضرورة " أن تتوقف حملات التراشق والتشهير والتخوين ، إنها تمزقنا، وفي نقد الأفكار والاتجاهات لمن له أهلية النقد مندوحة من ذلك" ، مؤكدا أن "محاولة إسقاط الرمز تؤدي إلى كثرة مؤيديه فإن كنت ترى الحق معك دونه فتفوق في عرض ما لديك فَرَدُ الخطأ لا يقوم بهجاء أهله." وأوضح السعيدي "حين تعتقد أن الشباب لم يذهبوا إلى سوريا إلا لأن فلاناً وفلاناً حرضاهم على ذلك فأنت لم تفهم القضية السورية أو لم تفهم الشباب ." وقال :"إذا أردت من الشباب ألا يذهبوا إلى حيث يُبْتَلَى إخوانهم فعليك بأحد طريقين وأي محاولة لمنعهم دون واحد منهما ستفشل لا محالة، أولاهما أن تعزلهم عن العالم حتى لا يعرفوا مما يجري فيه شيئاً، وهذا أمر محال بل إن مجرد تصوره مثير للسخرية، الطريقة الثانية : أن ترفع مستوى وسائل إعلامك لتكون مؤهلة لخطابهم وتحفظ مقام علمائك ودعاتك ليكونوا مرجعاً لهم وهذه ممكنة لكنها ضعيفة" وبين السعيدي "بعد ما وصل إليه الحال اليوم من مصير موحش لشبابنا يجب اتخاذ موقف واضح صريح لا لبس فيه من خروج الشباب إلى هناك ."