واصل الإعلام السوري توجيه أصابع الاتهام إلى جهات خارجية بالوقوف وراء التحريض على التظاهر وإثارة الشغب في المدن السورية. وأبرزت قناة «الإخبارية السورية» على شريطها الإخباري طوال يوم أمس انتقادات بحق الداعية يوسف القرضاوي بأنه حاول العزف على الوتر الطائفي في سورية خلال خطبته الجمعة الماضية. بدوره انتقد مفتي سورية الشيخ أحمد بدر الدين حسون القرضاوي بشدة، وقال في حديث للتلفزيون السوري إن «منبر الجمعة الذي أراده النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) منبر إيمان وأمان ووحدة للأمة استغله البعض ليناجي الناس ويناديهم محرضا على القتل بين الأخ وأخيه ومحرضا الناس على الفتنة باسم الإسلام متهكما بمواقف علماء المسلمين ومشككا في دور هذه الأمة وهذا البلد الذي احتضن المقاومة والذي ما زال شعبه يدفع الضريبة الكبرى حتى اليوم مقاطعة في طيرانه وأجهزته الطبية». وقال حسون إن «بعض من تسلموا منابر الأمة وضعوا دماء المسلمين في أعناقهم وبدلاً من أن يكونوا وسطاء الرحمة والحكمة والخير ذهبوا لتدمير البلاد ولتسهيل احتلال أرضها وشعبها»، متسائلاً «أين أنتم حينما تجتمعون في مؤتمراتكم لتخطبوا خطبا رنانة ثم ترون دماء المسلمين تزهق وأنتم على منابركم تحرضون؟ ومن سمح لكم أن تقولوا للناس اقتلوا بعضكم وأنتم شهداء... ومن وضعكم بوابين على أبواب الجنة تدخلوا ذلك في النار وهذا في الجنة»، مؤكدا أن «كل دم يراق في سورية ومصر وتونس وليبيا واليمن هو في رقاب من يحرض ويشجع على القتل». وأضاف: «كيف تظنون بنا السوء وكيف تظنون أننا لا نقيم إسلامنا في سورية والبعض منكم زار سورية وتكلم فيها ومع علمائها وبعض أبنائكم درسوا وتخرجوا منها، فهل تريدون أن تحرقوا سورية وتستمعوا إلى الأكاذيب والقنوات التي تبث الفتنة وتتركوا الحقائق؟ هل تريدون أن تكونوا أبواق شر وسوء على المسلمين؟ وهل يعجبكم أن يكون هناك قتلى في شوارعنا؟». وكان القرضاوي حض المسلمين في خطبته التي نقلتها فضائيتا قطر و«أورينت» إلى مساندة الشعب السوري في ثورته ضد النظام السوري، مؤكدا أن الرئيس بشار الأسد شاب صالح لكنه لا يسمع ولا يرى إلا بعيون حاشيته، مشيرا إلى أن هؤلاء من الطائفة العلوية. وفي موضوع متصل نقل موقع «شام برس» الإلكتروني عن مصادر وصفها ب«مقربة من شركة «أوبتي ميديا» المملوكة من إيلي خوري (لبناني يحمل الجنسية الأميركية ويعمل مع اللوبي الصهيوني في واشنطن) عن تجهيز 5 غرف عمليات في مناطق مختلفة في العالم لإدارة وبث الفتنة في سورية من خلال الفضائيات وصفحات التواصل الاجتماعي تويتر وفيسبوك ويوتيوب». وأكدت أن «الشركة تعاقدت بالاتفاق مع جهات معادية لسورية وبعضها عربية مع القنوات الفضائية التالية: الجزيرة، العربية، أورينت، الحرة، بي بي سي، فرانس 24، المستقبل، ام تي في، بردى، لتسويق مشروع الفتنة في سورية وبث الأكاذيب ومحاولة إحباط الشعب السوري وتهديد عيشه المشترك». وقال «شام برس» إن «مقر شركة أوبتي ميديا الأساسي يقع في دبي ومكاتبها في بيروت وهي تضخ لهذه الأقنية أموالاً هائلة لتسويق مشروع الفتنة والفوضى في سورية». توقعات بتغيير حكومي قريب
توقعت مصادر ديبلوماسية عربية، ان يحصل تغيير حكومي في سورية على خلفية الاحتجاجات الشعبية التي شهدتها المحافظات المختلفة «وفي اطار ما ورد في بيان القيادة القطرية من اعادة تقييم للاداء الحكومي». ورأت ان اقالة حكومة محمد ناجي العطري وتشكيل حكومة جديدة برئاسة مختلفة تحظى بقبول شعبي «احدى الخطوات التي تأمل من خلالها دمشق في معالجة الازمة الكبيرة بين السلطة والمواطنين التي بدأت تقلق النظام في شكل غير مسبوق». لكن المصادر بدت حذرة في توقع استجابة الشارع السوري لهذه الخطوة، «لان السوريين لا يبدو انهم سيستجيبون للمسكنات البعثية التقليدية خصوصا انهم يعرفون ان القرارات الكبرى وحتى الصغرى في دمشق لا تتخذ داخل الحكومة اضافة الى ان ما جرى في الايام الماضية اكبر بكثير من ان يعالج في اطار الحلول التي اعتمدت في الانظمة العربية التي شهدت انتفاضات شعبية وكانت بداياتها اقالة الحكومات» صحيفة الرأي