شيع اليوم الإثنين جثمان رئيس الوزراء الأسرائيلي السابق أرييل شارون وسط تشديدات أمنية مكثفة، ليوارى الثرى بجوار زوجته في مزرعته غير بعيد عن الحدود مع غزة، التي ارتكب فيها الكثير من مجازره. ومن بين الشخصيات المهمة التي شاركت في تشييع جثمان شارون، مبعوث السلام في الشرق الاوسط رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، ووزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، ووفود من روسيا، وكندا، وإسبانيا وإيطاليا، واليونان، وأستراليا، وسنغافورة وبلجيكا، وجمهورية التشيك. وكان آلاف الإسرائيليين قد ألقوا نظرة الوداع عليه، الأحد، حيث سجى جثمانه أمام مقر الكنيست (البرلمان) في القدس. يذكر أن أرييل شارون من أكثر الشخصيات المكروهة عربيا وإسلاميا بسبب سياسته القاسية وما رافقها من جرائم وانتهاكات التي إقترفها بحق الشعب الفلسطيني تمثلت في إرتكاب المجازر والتهجير وبناء المستوطنات. وكانت صحيفة" يديعوت أحرونوت" قد قالت أمس إن العرب استقبلوا نبأ وفاة رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرئيل شارون بشماتة منقطعة النظير، دفعت بعضهم لإطلاق الأعيرة النارية ابتهاجًا برحيل "السفاح". وقالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" في بيان لها مشيرة إلى إفلات شارون من عدالة الدنيا " من المؤسف أن يذهب شارون إلى قبره دون أن يواجه العدالة على دوره في صبرا وشاتيلا وغيرهما من الانتهاكات". وقد عززت الشرطة الإسرائيلية الإجراءات الأمنية على الحدود مع قطاع غزة خشية إطلاق الصواريخ بالتزامن مع مراسم التشييع. وتوفي شارون عن عمر يناهز 85 عاما بعد معاناة شديدة مع المرض إثر إصابته بسكتة دماغية بقي على أثرها في غيبوبة دائمة لمدة ثماني سنوات. وكان الرسام البرازيلي من أصول فلسطينية كارلوس لاتوف قد نشر كاريكاتير معبرا صور فيه شارون وهو يجر جرائمه من خلفه وقد فتحت أمامه أبوب جهنم.