يعقد نادي "الشرق" في وكالة الأنباء الروسية "نوفوستي" جلسة طاولة مستديرة حول العلاقات الروسية- السعودية في زمن "الربيع العربي". ودعا النادي العديد من المسئولين السعوديين والروس لحضور فعاليات النقاش، كما دعا عددًا من الإعلاميين العالميين للمشاركة في الجلسة. وقد أمدت وكالة"نوفوستي" دعوتها إلى كل من محمد القحطاني، السكرتير الأول في السفارة السعودية بموسكو، وماجد بن عبد العزيز التركي، رئيس مركز الإعلام والدراسات العربية الروسية بالسعودية، وسعيد كامليف، مدير معهد الحضارة الإسلامية (موسكو). بالإضافة إلى جريجوري كوساتش، الخبير في معهد الشرق الأوسط ونائب رئيس تحرير مجلة "شئون أوراسيا"، وكذلك "يلينا ميلكوميان"، البروفيسورة في قسم الشرق المعاصر بالجامعة الروسية للعلوم الإنسانية، و"إيرينا كودرياشوفا" العميدة في قسم علم السياسة المقارنة بمعهد (جامعة) العلاقات الدولية التابع لوزارة الخارجية الروسية. وأشارت الوكالة إلى أن الجلسة من المقرر انعقادها يوم 10 ديسمبر الحالي بمقر الوكالة بموسكو. يأتي هذا فيما أشار متخصصون إلى أن العلاقات السعودية- الروسية شهدت مؤخرًا نشاطًا دبلوماسيًا مكثفًا، وذلك من أجل ايجاد حلول لعدد من القضايا في المنطقة، أهمها الأزمة السورية، والملف المصري. يُشار إلى أن الاتحاد السوفيتي أول دولة غير عربية تعترف بقيام المملكة العربية السعودية عام 1926؛ ما أسفر عن ذلك نشوء علاقة دبلوماسية بافتتاح القنصلية السوفيتية في جدة التي تحولت إلى سفارة بعد ذلك بأربعة أعوام. وتعد الزيارة التي قام بها الملك فيصل بن عبدالعزيز - رحمه الله- عام 1932 حين كان وزيرًا للخارجية، المحطة التاريخية الأولى في هذه العلاقة، إلا أن العلاقات الثنائية مرت بفترة انقطاع طويلة استمرت أكثر من 50 عامًا؛ لأسباب سياسية وأيديولوجية واقتصادية، ولم تعد هذه العلاقة سوى بعد عام 1990 بعد الاتصالات الثنائية بين الرياضوموسكو وتوحيد الموقف خلال حرب الخليج الثانية، والاتفاق على إعادة العلاقة بين البلدين. وبعد تفكك منظومة الاتحاد السوفيتي، وانتهاء الحرب (الأمريكية - السوفيتية) في أفغانستان، عادت العلاقات تدريجيًا بين المملكة وجمهورية روسيا الاتحادية، لكنها لم تصل لمرحلة الدفء، إلى أن توجت العلاقة بالمحطة التاريخية الثانية المتمثلة بالزيارة التي قام بها الملك عبدالله بن عبدالعزيز لموسكو عام 2003، والمحطة التاريخية الثالثة هي تلك المتمثلة بزيارة الرئيس فلاديمير بوتين للرياض عام 2007. ومن المعروف أن العلاقات الروسية- السعودية تعيش خلال هذه الأيام مرور 23 عامًا على استئنافها.