الأيام دائما مكتنزة بالأحداث والمفاجئات . وسياقها مليء بالدروس والعبر للمتأملين من أولي الألباب . في الأيام القليلة الماضية أفرزت لنا تلك الأيام جملة من الأحداث والصور الاجتماعية المثيرة ، كان في نتاجها ما أثلج الصدر وارتاح له الضمير ، فقد أثبتت تلك النتائج للمراقب الموضوعي قوة التلاحم بين المواطن وقيادته في هذا الوطن ، واحترامه للأنظمة ، وبثقته بربه ، ونصرته لعقيدته ومرتكزاته الشرعية . ولا غرابة في ذلك فهي صور متوهجة ، يتكرر وميضها مع كل إثارة مغرضة تكاد لهذا المجتمع . والأحداث التي يمكن استعراضها والاستشهاد بها في هذا المجال جمة ، لا تحتاج لتقصي أو عناء متابعة . فمن الأحداث التي يمكن الاستشهاد بها هنا ، ما تناقلته قنوات التواصل الاجتماعي المتعددة عن عزم فئة محدودة من الفتيات المنتسبات بالهوية لمجتمعنا بتحديد وقت مرسومة خطاه للخروج على النظم والأعراف الاجتماعية متمثلا بتطبيق ممارسة المرأة لقيادة لسيارة تحت مبررات واهية ، وعزيمة مؤكدة ، دون مراعات أو حساب للعواقب والنتائج . وضع أهل الغيرة أيديهم على قلوبهم لا خوفا من ممارسة المرأة للقيادة بذاتها ، ولكن لما ستوصله تلك الخطوة من سلبيات يدركها كل صاحب رؤية واستشراف وإدراك لعواقب الأمور ، فخرق السفينة من أسفلها لأجل الوصول إلى الماء دون عناء ركابها في الأسفل ، يعتبر مبررا لتلك الرغبة في قناعاتهم ، وحق لهم ، واستقلال بتجنب المرور على الأدوار العلوية ، ولكن تأني الرؤية المحسوبة التي تصر على أن النجاة من الغرق حق للجميع لا يتساهل في ضرورته راكب . فيأتي صوت الحكمة والتعقل مدويا في كل بقعة من أرضنا المباركة ليقطع الخط على كل جاهل أو متجاهل بعواقب الأمور، بأن العبث بلحمة الوطن والمواطن والاستخفاف بأنظمة الشرع المعمول بها في بلادنا خط أحمر . وتترقب رموز الفتنة والترصد موقف المواطن من الأحداث. هل سيقوم بكسر التوجيهات الرسمية ، فيفاجئون بالخيبة ، و ترجع أبصارهم خاسئة ، ويفشل كيدهم ، وتتلاحم حكمة القيادة مع رغبات أنصار الفضيلة من أبناء المجتمع ، فلله الحمد والمنة على هذه النعمة من قوة التكامل والحرص على تغليب المصلحة العامة . ثم تأتي صورة أخرى اجتهادية في النيل من هذا المجتمع المتماسك مع قيمه ومبادئه ، لتحاول التشكيك كرامته وعزته ، موجهة هذه المرة تجاه ثقة المواطن بقيمه ومثله وحضارته المجيدة والممجدة ، والمحدد مكانتها من خالق البشرية أجمع و العالم بتصرفاتهم في قوله تعالى (هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين ) وينتقى ويختار المتحدث مسرحا أكاديميا مفتوحا ، وفي لقاء جاد مع نخبة من أبناء هذا الوطن ، وتوجه سهام الكيد والتضليل ونزع الثقة بتراثهم وغرس مبدأ الدونية في عقولهم ، .ولكن وبفضل من الله يرجع البصر خاسئا مرة أخرى . نعم هي عقول يافعة أدركت بالفطرة والتثقيف والوعي ما لم يدركه غيرها ممن تلقوا ثقافتهم الإملائية من المنهج الغربي باندفاع وشغف دون موازنة وانتقاء . فشكرا لطلاب جامعة اليمامة على موقفهم المشرف ، ونبارك لكم نجاحكم في التطبيق العملي للتأصيل الفكري ، وهنيئا لهذا المجتمع الذي آمن بوعد الله تعالى لهم ( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا ) عبدالرحمن بن صالح المشيقح مستشار تربوي وتعليمي