من الخطورة مقاومة تويتر ..أو محاولة التهوين من تأثيره على نبض الشارع .. تويتر ليس عالماً من الجن أو المخفيات .. فقد أصبح بعض الفاسدين يخاف من تويتر أكثر من الله وأكثر من اجهزة الرقابه والنزاهة .. إن حرية الفكر والرأي والكلمة والتعبير والنقد - بعد تويتر- لم تعد بحاجة لرئيس تحرير ولا مراقب مطبوعات ولاموجّه تربوي .. انتفض الكلام .. واتسع فضاء الوعي .. وأصبح الفساد المالي والإداري على شاشة تويتر .. التي قد تغفو ولكن لاتنام . إن الخطورة ليست من أو في تويتر.. لكنها في العقلية التي لاتعرف كيف تقرأ جغرافية وتضاريس تويتر.. فالفرد الاجتماعي اصبح يقرأ ويكتب ويصور ويعي الواقع بكل تحولاته .. هذه التحولات التي لايمكن دفنها تحت الرمال .. ولايمكن الغمض عنها .. فهي السؤال اليومي للرأي العام ..الذي انزاح من دائرة الصمت .. إلى سنام الكلام ومابعد الكلام ..إن النظر لرجل الشارع ككائن يتيم .. يمكن توجيهه وإدارته بالريموت عن بُعد.. نظرة ولىّ زمنها بعد تويتر . تويتر أصبح المؤدب الاول والرقيب الاول والكاشف الاول والراصد الاول .. لكل الفساد الذي يجري فوق السطح أو تحت الإخفاء القسري .. فلم يعد بالامكان لجم الحرية في تويتر .. ولم يعد بالامكان تجاهل الامتداد الكمي والنوعي للنقد في 140 حرف .. هي الوجبة اليومية للمغردين بكل عفوية وتلقائية وجسارة .. تتنامى وتكبر وتكثر هذه الوجبة لتصبح زاد الناس في صناعة الوعي الناقد والنقد الواعي . إن ثورة المعلومات ليست هي الأزمة في المجتمعات المنغلقة واحادية الرؤية.. بل الأزمة في التعامل مع هذه الثورة بعقلية الاستحواذ والوسواس القهري والخوف المتوهم من تأثيرتها .. فالمعلومة لم تعد ملك لأحد دون احد .. والمعرفة فضاء يتسع لكل الناس .. ومن المرض الاجتماعي والسياسي والفكري .. الانكفاء على الذات المخصوصة .. وإدعاء عصمة المكون الثقافي .. واغلاق منافذ البصر والتبصر .. بدعوى الخوف من الاستغراق في حضارات الآخر. تويتر مجهر يكشف الزيف ويشخص امراض السياسة والثقافة والعادات والتقاليد.. رغم تاريخها الطويل وبرغم جذور سطوتها وهيلمانها.. فلنتعلم من تويتر كيف نقبل النقد .. لاكيف نرفض الحرية التي اوشكت على الاقلاع في نداءها الاخير. عبدالعزيز السويد